اشراقة صباح .. اريج رحال
استمعت من شوية لتسجيلات صوتية نشرها المغني التائب رام ماضي على صفحته الرسمية مع طبيبة بتحاول تقنعه إنه يتراجع عن التوبة وبتعبر له عن حزنها لأنه رجع يصلي بعد انقطاع 12 سنة عن الصلاة، وبتحذره من الصلاة لأنها بتسبب "أمراض جلدية".
قبل ما أحكي عن وجود هذه الطبيبة في حياة كل واحد فينا، ومشهد مهم جدا يوم القيامة، اتذكرت قصة سمعتها عن واحد كان بيعاني مشكلات في حياته فقرر يفضفض مع زميله فنصحه يقرب من ربنا ويصلي، على اعتبار إنه لو بده يتفادى سهام القدر، لازم يوقف جنب الرامي.
يوم والتاني لقاه بيتصل في زميله وبيقولع: " أنا صليت كل الصلوات في المسجد الحمد لله، بس اليوم انطردت من الشغل وأبوي طردني من البيت".
فأزميله ضحك من قلبه لكن قاله: لو إنت لا قدر الله عملت حادث وصابك شلل كلي، خليك مواظب على الصلاة والطاعة، ما تكون خايب وتفشل مع أول اختبار، لأن العبد لما بيقرّب ربنا بيرسل له صوارف وعقبات وأصدقاء سوء كاختبار لصدقه في التوبة والعودة، فلازم العبد يجاهد علشان ينجح، ولو نجح.. بتتحول الصوارف والعقبات إلى معينات وعوامل مساعدة على الطاعة.
نرجع مره تانيه للطبيبة اللي ربنا يهديها.
في الأفلام فيه أسلوب حكاية اسمه "الفلاش باك"، و هادا أسلوب سرد بيعتمد على عرض الأحداث في الماضي، فتلاقي البطل بيتذكر اللي صار معه في الماضي . القرآن هون استخدم العكس، وهو تصوير المستقبل، فعرض لنا مشاهد مفزعة ليوم القيامة، من ضمنها ندم الإنسان على أصدقاء محددين أضلوه وأبعدوه عن طريق ربنا.
قال تعالى: "ويوم يعَضُّ الظالمُ على يديه يقولُ يليتني اتخذت مع الرسول سبيلا. يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا. لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا". [الفرقان].
هادا واحد من المشاهد اللي فعلا رح تحصل. ربنا من رحمته بيصورها النا علشان نتبه من أصدقاء السوء، اللي مش رح ينفعونا يوم القيامة.
لما سمعت ادّعاء الطبيبة كذبا إن الصلاة بتسبب أمراض جلدية، لقيت نفسي والله تلقائيا بقول "ورب الكعبة لو أنّ الصلاة تسبب سرطانا لصليتُ لله حتى يتآكل جسدي كله"، لأننا نحبُّ هذا الرب، نحبّه بصدق، ولا نستكثر عليه أجسادا هو خالقها، وذلك قولنا "إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
"إنّا لله" وليس لأحد غيره.
"إنّا لله" بأجسادنا وأموالنا وأولادنا وبكل شيء.
صلوا ولو قالوا الصلاة قاتلة، صوموا ولو قالوا الصيام مميت، زكوا وتصدقوا وحجوا وقوموا الليل، وابحثوا عن كل صغيرة تقربكم لهذا الإله الجميل الكريم اللطيف.
اتذكرت كلام ربنا في سورة العلق لما قال "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى (...) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى".
ثم يختم الله بنصيحة لكل مؤمن فيقول "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب".
"لا تطيعوا أصدقاء السوء، وانتبهوا لاختبارات الله.
انتبهوا أنكم في امتحان ولازم تنجحوا، وتركو الضالين في ضلالهم.
قال الله "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
#إشراقة_الصباح
اريج رحال