استيراد ألف طن من الجميد لدعم مناسف مرشحي الانتخابات
المركب
تقدم مستوردون إلى وزارة الزراعة بطلبات استيراد زهاء 1000 طن من الجميد السوري، تزامناً مع زيادة الطلب على الجميد لاعداد المناسف الانتخابية بعد ارتفاع حدة السخونة في الانتخابات النيابية، واقرار القوائم وافتتاح عشرات المقرات الانتخابية.
وذكر مصدر مطلع في وزارة الزراعة أن حوالي (4000) طن من الجميد دخلت الأردن عبر البواخر ومن المتوقع وصول 6000 طن اخرى قبل موعد العشرين من شهر ايلول الجاري، موعد إجراء الاقتراع.
ويكشف موظف في قسم طلبات الاستيراد أن الطلب على الجميد السوري زاد هذه الأيام، لتلبية طلبات مئات المرشحين في مختلف المناطق.
واقيمت اعتبارا من اليوم العديد من المآدب الانتخابية في القرى والمحافظات التي تشي بحرارة المنافسة على المقاعد المخصصة لتلك القرى والمحافظات في مجلس النواب القادم.
ويعول المرشحون الذين أقاموا مآدب في معظم المحافظات على قاعدتهم العشائرية للوصول الى تحت قبة البرلمان.
ومنهم من أراد بإقامة هذه الولائم قطع الطريق على ابناء عشائرهم الذين لم يعلنوا بعد نيتهم الترشح للانتخابات المرتقبة.
ويأمل تجار في أن تساهم الانتخابات أيضاً في إنعاش وتنشيط سوق مكونات المنسف من صنوبر ولوز وخبر شراك.
وتقدر كميات الجميد المستخدمة في الانتخابات بمئات الآلاف من الدنانير.
وستلعب ولائم المناسف دورًا كبيرًا في تحسين الوضع الاقتصادي للتجار، مع تكثيف الدعوات للمواطنين في المقرات الانتخابية لتناوله.
ويشير مختصون إلى إن مبررات استيراد الجميد السوري هو انخفاض سعره في الأسواق، مقارنة مع الجميد الكركي مثلاً، إذ يباع الكيلو بحدود أربعة دنانير ونصف، بينما "ثلاث كيلو" من "الجميد الكركي" الشهير تباع بسعر (35) ديناراً.
ولا يقتصر التوفير على استخدام الجميد السوري فحسب، خصوصا مع استخدام اللحوم المستورده، مما يوجد فرقا جيدا في السعر لصالح المرشحين.
ويعتبر مرشح للانتخابات إن شراء كميات كبيرة من الجميد السوري بمثابة تمهيد لإعداد المناسف؛ لأنه من الأهمية بمكان تقدير الناخبين والمتضامنين في فترة الدعاية والترويج الانتخابي، من خلال تقديم هذا الوجبة الجماهيرية، التي تعتبر من ضمن العادات الانتخابية الموروثة، ودورها يكون في لم شمل الناخبين، وحشد أكبر عدد ممكن من الأصوات، حتى تتم الاستعانة بهم يوم الاقتراع، موضحا أن الولائم تزداد خلال الأسابيع الأخيرة من موعد الاقتراع.
ويقدر المرشح نفسه سعر المنسف الواحد بمكونات مستوردة من اللحوم والجميد، مضافا عليه حبات صنوبر ولوز وخبز شراك بحوالي 35 دينارا.
واضاف: على كل الأحوال فإن منسف الدجاج مرفوض شعبيا من القواعد الانتخابية، التي تعرف أن اللحوم ورأس الخاروف عنوان التقدير.
وبرأيه ان سياسة "أصابع الكنافة" وشراء الأصوات باتت مع القانون الجديد شبه مستحيلة، خاصة أن المرشحين مضطرون للتعامل مع خمسة أضعاف عدد الناخبين في دوائر ومحافظات مترامية الأطراف فكيف يمكن تشكيل القوائم وعلى أي أساس (سياسي،اجتماعي، اقتصادي …الخ ) وفق رأيه.
وتابع: الانتخابات ستكون أكثر كلفة مالية ومشقة جسدية على المرشحين وفرص المرشحين الفقراء لهذا السبب شبه معدومة.
وذكر مشاركون في تلك الولائم ان المرشحين تجنبوا الحديث عن الانتخابات خلال اقامتها، مكتفين بالتأكيد على ضرورة ان تجمع عشائرهم على مرشحين قادرين على تمثيلهم.
من جهة اخرى، من المتوقع أن يصار الى استيراد 300 الف رأس من الأغنام، من استراليا وجورجيا ورومانيا، لتلبية الطلبات على صنع المناسف الانتخابية.
يشار الى ان الكميات الكبيرة التي تم استيرادها وفق معايير الصحة العالمية، تأتي في إطار توفير الأضاحي للمواطنين بأسعار مناسبة، في ظل الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها البلاد.
يبقى أن المناسف هي الثابت الوحيد الذي لا يتغير في الموروث المحلي، وهي الصناعة الوحيدة في الأردن التي تحظى بإقبال جماهيري عارم.