الإقلاع عن التدخين هو خيارك الأنسب- ولكن ما هو البديل؟
الإقلاع عن التدخين هو خيارك الأنسب- ولكن ما هو البديل؟
تصنف منطقتنا بان نسبه عالية من سكانها بكونهم من المدخنين، الذين يستهلكون أكثر من 20 سيجارة يومياً. ومما لا شك فيه إن هذا النوع من السلوك يحمل تأثيراً سلبياً على صحة الفرد وعافيته ويؤثر سلبيا على الصحة المجتمعية حيث يؤدي التدخين الى العديد من المضار على جسم الإنسان، التي قد تسبب مضاعفات مميته. وفي الحقيقة فإنّ التدخين يضر جميع أعضاء الجسم تقريباً حيث إنّه يؤثر في الجهاز التنفسي، ونظام القلب والأوعية الدموية، والجهاز المناعي، والجهاز التناسلي، والجلد، والعيون، كما يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من الأمراض السرطانية.
إن أفضل طريقة لتقليل أو عكس هذه الآثار الجانبية هي التوقف التام عن ممارسه هذا السلوك، فإمضاء 12 ساعة من دون تدخين يقلّل مستويات أول أكسيد الكربون في الدم إلى المعدل الطبيعي. وبعد أسبوعين من الإقلاع عن التدخين، تتحسن الدورة الدموية وعمل الرئتين، بينما يصبح السعال وضيق التنفس أقل وضوحاً بعد 9 أسابيع. وبعد خمس سنوات من الإقلاع عن التدخين، ينخفض خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والمثانة إلى نصف الخطر الذي يواجهه المدخن، في حين أنه بعد 15 عاماً من الإقلاع، يصبح خطر الإصابة بأمراض القلب مثله مثل الخطر عند الأشخاص غير المدخنين.
ولأن الإقلاع عن التدخين نتيجة الإدمان على مادة النيكوتين المنشّطة الموجودة في التبغ ليس بالأمر السهل، فإن السعي لإيجاد بدائل افضل يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، حيث جاء ابتكار بدائل مثل في منتجات التبغ المُسخَّن التي تُعتبر بشكل عام أفضل من منتجات التبغ التقليدية وذلك لأنها تقصي عملية الحرق وتعمل على تسخين التبغ وبالتالي انتاج مستويات أقل من المركّبات الضارة مقارنة بالحرق، ويؤدي إلى انخفاض ملحوظ في المخاطر الصحية. كما يمكن اعتماد التبغ المُسخَّن كخطوة أولية نحو الإقلاع النهائي عن التدخين لدى الراغبين في ذلك.
وهذا السعي لإيجاد البدائل مرده اعتبار التدخين السبب الأساسي لحالات سرطان الرئة في العالم كما أنه المسبب الأكثر شيوعاً لمرض الانسداد الرئوي المزمن الذي يعرّض المصابين به لخطر حدوث مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة أحياناً.
ويؤدي التدخين إلى حدوث تغييرات بنيوية في القلب ,وضخ الدم إلى الجسم ويؤثر سلبا على أداء وظائفهما بشكل طبيعي. لذلك، يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما فيها أمراض القلب التاجية والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. إذ تتسبّب المواد الكيمائية السامة إلى زيادة لزوجة الدم ومستوى الكوليسترول، ما يزيد من احتمال تشكل الجلطات التي قد تسهم في حدوث السكتات أو النوبات القلبية، وتخفض مستويات الأوكسجين في الدم ما يضطر القلب لبذل جُهد مضاعف من أجل تزويد الجسم بالأوكسجين الذي يحتاجه، وترفع مستوى ضغط الدم ومعدل نبض القلب، وتُقلل من نسبة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ما يُؤدي إلى حدوث تصلّب أو سماكة في الأوعية الدموية، وما على ذلك من آثار سلبية.
كما أن التدخين يُسبّب الأذى للجهاز التنفسي بحيث يؤدي إلى التهاب القصبة الهوائية والحنجرة، وتراجع في أداء وظائف الرئة ومعاناة من ضيق التنفس والمخاط الزائد، وذلك نتيجة حدوث التهاب في الممرات الهوائية وأنسجة الرئة لفترات طويلة، والإصابة بسرطان الرئة، حيث يُعدّ التدخين السبب الحقيقي الكامن وراء الإصابة بمعظم حالات هذا السرطان المميت، والإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، وغير ذلك من المشاكل الصحية في الجهاز التنفسي.
مخاطر التدخين وأضرار التبغ والتأثيرات المؤذية لا تعد ولا تحصى، ويبقى الخيار الأفضل دائما عدم الشروع في التدخين أو الإقلاع عن التدخين نهائياً، أما بالنسبة للمدخنين الذين لا يودّون الإقلاع، فإن الخيار هو اعتماد بديل مُخفّف للأضرار مثبت علمياً.
الدكتور نايف العبداللات
مستشار أمراض باطنية