تطمينات وتحذيرات وإغلاقات!
تطمينات وتحذيرات وإغلاقات!
تطمينات وتحذيرات وإغلاقات!
الدكتور عبد السلام النابلسي رئيس الجامعة الامريكية للثقاقة والتعليم/ بيروت
هل عجز العالم في التصدي لكورونا ورفع الراية البيضاء أمام الفايروس اللعين أم ماذا؟ تساؤلات كثير لم تجد إجابات تقنع أحد.. اليوم تطمينات وغداً تحذيرات... وبعد غدٍ إغلاقات… إجراءات تتبعها قرارات.. علناً نحصل على معجزات… إنها تأملات.. ولكن في الحقيقة جميعها تكهنات.. لا يوجد عليها إجابات.
نستمع ونتابع في كل يوم أعداد الحالات… وأصبحت بالنسبة لنا هي مجرد أرقام وتفاهات لا نلقي لها أية اعتبارات..
كنا نتابع كل صباح ومساء المستجدات… وأصبحنا لا نريد أن نستمع الى أخبار القنوات.. لا نعلم أهو اليأس الذي خيم علينا من فقدان جميع الاحتمالات في إيجاد حل وتخلص العام من الويلات… أم نحن كمن يبتعد عن الآلام بشرب المخدرات…
قالوا لنا من يكتب ويحذر وينشر الدعايات سيتعرض الى العقوبات… وقلنا سمعاً وطاعة للتعليمات…
ارهبونا وارعبونا وزرعوا بداخلنا جراحاً شفاؤها يحتاج الى معجزات…
وها نحن نستسلم للواقع الأليم كما لو فتحت القفص على الدجاجات… ترى مصير أخواتها وتنتظر وضعها في النتافات…
فلا القاتل يرحم ولا المقتول يلوذ بالهرب… ويحدث النفس أن العمر طويلٌ وموته تراهات…
أفكارٌ تلو أفكار وآمال تتبعها آمال… والحقيقة لا نعرف من أين وكيف تصنع القرارات…
الحقيقة أنهم قتلوا فينا إحساس الألم لمرض من نحب.. وأبعدونا عن من نحب.. وخوفوا منا من نحب.. وأصبح المصاب
منبوذ… لا يقترب منه أحد بسبب الفايروسات…