التمكين الرقمي للمرأة داعم لدورها ومعزز للتنمية الاجتماعية والاقتصادية
التمكين الرقمي للمرأة داعم لدورها ومعزز للتنمية الاجتماعية والاقتصادية
يحتفل العالم بالثامن من آذار سنوياً باليوم العالمي للمرأة، اعترافاً منه بأهمية الدور الذي تلعبه النساء فهنّ نصف المجتمع، وتجاوز دورهن من مربيات لأجيال تصنع المستقبل إلى مساهمات في صياغة المستقبل، لتكتمل معهن الصورة من خلال مشاركتهن الفاعلة في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
الكثير من دول العالم ومنها الأردن قامت بتبني العديد من المبادرات المعنية بتغيير الصورة النمطية للمرأة بشكل إيجابي والتي تبناها القطاعان العام والخاص، حيث أعطتها الدور المناسب لها لتكون شريكاً فاعلاً في المجتمع، ولتخوض غمار العمل منافسة بقدراتها الرجل.
وفي ظل زيادة الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات وتوجه الدول نحو رقمنة مجتمعاتها واقتصاداتها، كان الأردن من ضمن تلك الدول التي وزعت فوائد الرقمنة بعدالة على المستوى الجندري والجغرافي لتطال منافعها الجميع ولتكون الفرص متاحة أمام كل من يرغب بالاستفادة من التقدم التكنولوجي على كافة الصُعد، مُدركة أن الرقمنة تعتبر باباً واسعاً لتحقيق رفاه اجتماعي واقتصادي بل وحاضنة لمشاريع مبتكرة وجديدة تكون بيئة خصبة لخلق فرص عمل متنوعة.
اتخذت أورنج الأردن منذ عدة سنوات نهج الدمج والشمول والتمكين للمرأة، فكان برنامجها "مراكز المرأة الرقمية" الذي تنفذه بالشراكة مع الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد) منذ العام 2018، وانصب تركيزها على كيفية تزويد المرأة بالمهارات الرقمية والإدارية التي تعدّ مفاتيح للدخول إلى مجال تطوير المشاريع الخاصة وزيادة ربحيتها وشمولها للمجتمعات المحلية. وأزاحت هذه المراكز بأسلوبها التفاعلي ونظرتها المستقبلية المفهوم التقليدي للدعم المجتمعي المقتصر على التمويل المباشر قصير الأمد.
تمكن البرنامج من تحقيق هدفه خلال فترة زمنية قصيرة، فنجح بتخريج أكثر من 177 امرأة، كانت مشاريعهن بذرة نجاح واعدة وفرت من خلالها فرص عمل للشباب والشابات، وساهمن في التخفيف من حدة البطالة، لتتحول أفكارهن الريادية إلى شركات ناشئة ومصدرا للدخل، ليصبحن مساهمات في عملية التنمية في مجتمعهن المحلي.
لقد حرصت أورنج الأردن من خلال هذه المراكز الرقمية على منح تدريب مكثّف ومتخصص للنساء المنضمات في الكفاءات الرقمية والإدارية وإنشاء المشاريع الصغيرة والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في خمس مراكز موزّعة على مناطق المملكة وهي معهد الملكة زين الشرف التنموي، ومركز الدعم الاجتماعي في عمان، ومراكز الأميرة بسمة للتنمية في كل من مادبا، والطيبة بمحافظة معان والخالدية بمحافظة المفرق.
كما قامت الشركة بتشجيع النساء تحت مظلة هذه المراكز من خلال إتاحة الفرصة لهن للتنافس على جائزة "المرأة المتميزة" التي تمنحها مؤسسة أورنج، ذراع المجموعة العالمية للأعمال الخيرية والمسؤولية المجتمعية، ضمن مبادرتها السنوية للعام الخامس على التوالي، وقد نالت اثنتان منهما هذه الجائزة هما ابتسام الشعراء من مادبا عن مشروع الفستق وسميرة مطلق من المفرق عن مشروع الألوفيرا.
وقد حصلت مشاريع الفائزتين على شهادة "المرأة المتميزة"، ومنحة مالية قيمتها 5000 يورو والإرشاد الفردي الذي سيقدّمه أحد أعضاء فريق مؤسسة أورنج أو أحد شركاء أورنج من المؤسسات غير الحكومية، تكريماً لجهودهن المبذولة في سبيل مساعدتهن على تحقيق أحلامهن، تطوير مشاريعهن، وتعزيز ربحيتها وتوسعها بما يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
من جانب آخر، تجلت مواقف أورنج ودعمها للمرأة داخل الشركة، حيث تبوأت مراكز قيادية في إدارتها، وكان لرأيها وتقييمها الاحترام، علماً بأن نسبة الموظفات في أورنج الأردن تصل إلى 25% من إجمالي عدد العاملين فيها، كما أن الشركة قيمت أداء موظفيها بمعزل عن الاختلاف الجندري فحظيت المرأة بتقدير مادي ومعنوي مساوي للرجل وضمن نفس معايير الكفاءة في الاداء المتبعة داخلها.
وإيماناً منها بدور المرأة، فإن أورنج الأردن كانت ولا زالت تبحث وتتبنى المبادرات ذات العلاقة المباشرة بالمرأة، فهي تعي تماما قدراتها وإمكاناتها في إحداث تغيير معتمد على دمجها في عملية الرقمنة الاجتماعية والاقتصادية، وأن أدائها سيكون أحد دعائم التنمية المجتمعية في المملكة، لتحقق بذلك أورنج الأردن أهدافاً عديدة أهمها تجسير الفجوة الرقمية الجندرية وزيادة مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني وتحقيق ذاتها بالمشاريع المبتكرة التي توفر فرص عمل وتكون مصدر دخل للعديد من الأسر في مناطق مختلفة، ليتم بذلك تطبيق مفهوم توزيع فوائد التنمية في كافة المحافظات والمدن والقرى.
ومراكز المرأة الرقمية مرآة لدور أورنج الأردن التي تسعى من خلال منظومة مراكزها الرقمية الشمولية إلى منح مفاتيح عالم رقمي مسؤول للمزيد من الأشخاص والمجتمعات، الأمر الذي تجسّده استراتيجتها للمسؤولية الاجتماعية التي تعلي من شأن التمكين، لا سيما المرأة والشباب، وذلك انطلاقاً من ثقافة أورنج وقيمها التي لطالما عملت جاهدة لتحقيق المساواة بين الجنسين بدءاً من مكان العمل، حيث حصلت على شهادة المعيار الدولي الأوروبي للمساواة بين الجنسينGEEIS .