السيارات الكهربائية مطلوبة بيئيا واقتصاديا وصحيا !* دالا ريالات
*السيارات الكهربائية مطلوبة بيئيا واقتصاديا وصحيا !*
دالا ريالات
أصبح حديث العالم في الأونة الأخيرة التغير المناخي وتحديدا آثار التغير المناخي، الأردن يؤثر ويتأثر به إذ أصبحنا نعاني من هطول الأمطار الغزيرة في وقت قصير من كل عام، تأخر فصلي الشتاء والصيف، تقلبات الطقس على مستوى اليوم الواحد، وانخفاض المساحات الخضراء، كل هذا وأكثر كان التغير المناخي عبارة عن "شماعة" يحمل/ يعلق المسؤولين عليها الأسباب.
العاصمة الأردنية عمان الساعة الرابعة عصرا مزدحمة بالمركبات بكافة أنواعها (الباصات، البكب اب، الدراجات، سيارات, القلابات الخ) غالبيتها تعتمد بشكل اساسي على البنزين او الديزل او السولار كمحرك وقود أساسي، وعليه يمكنك بكل سهولة أن تستنشق رائحة الدخان المنبعث من المركبات ليس هذا وفقط يمكنك أن تراه بشكل واضح يتطاير في الجو، بل ويمكنك سماع صوتها فلا بد أن تتسائل كم يؤثر هذا الدخان على صحتنا و على البيئة والى أين بلأساس يذهب ؟
وعلى الصعيد الآخر سترى أيضا مركبات "ولو بأعداد قليلة" بلا رائحة أو صوت الا وهي مركبات الكهرباء فهل هي تحافظ على صحتنا وعلى البيئة وهل توفر اقتصاديا وما مدى تعاون الحكومة الأردنية "دائرة الجمارك العامة" لتشجيع المواطنين على شرائها كل هذا وأكثر ستتم الاجابة عنه في هذا التقرير .
مدير مديرية التغير المناخي في وزارة البيئة الأردنية المهندس بلال الشقارين أكد على أن استهلاك السيارات الكهربائية للوقود اقل من التقليدية بناءا على انبعاثات الاحتراق، ففي سيارات الكهرباء لا يصدر عنها انبعاثات عكس مركبات الوقود، على الرغم أن السيارات الكهربائية مصدر طاقة لها يأتي من مصدر حارق وله انبعاثات ولكن تلك الانبعاثات ليست بنفس الكمية المنبعثة من مركبات الوقود، وحتى على مستوى الملوثات الآخرى التي تخرج من انبعاثات السيارات التقليدية هي أكثر من الكهربائية.
وأضاف ان الطاقة البديلة كالرياح او الشمسية و لو كان مالك المركبة شحن مركبته منها ستكون نسبة الانبعاثات صفر لأن مصدر الكهرباء مثلا الشمس.
الدكتور طالب ابو شرار عضو هيئة تدريس في الجامعة الأردنية سابقا والذي عمل على تدريس مادة التربة والبيئة للطلبة الخريجين "سابقا" قال إن كان مصدر الطاقة نظيف مثل الطاقة الشمسية او الكهرومائية وتم شحن السيارة منها "فهي لا تلوث البيئة بشيء"، ولكن في الأردن معظم مصادر الطاقة من الوقود الأحفوري وبتالي مصدر الطاقة للسيارات الكهربائية هو الوقود الأحفوري مما يعني انه يوجد تلوث للبيئة من حرق الوقود الأحفوري بحسب الدكتور طالب.
وزاد أن ما يميز السيارة الكهربائية انها لو كانت بانحدار او "نزول" يسمح لها حينها بأن تشحن البطارية الداخلية مما يعني نها توفر من استهلاك الطاقة من الوقود الاحفوري، بعكس المركبات التقليدية فهي تستهلك بالانحدار سواء من البنزين او الديزل، بنهاية تعمل المركبات الكهربائية على التقليل من التغير المناخي.
مهندس الطاقة عبدالله الشمالي وهو مدير برامج في مشروع الطاقة والمناخ الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة فريدريش إيبرت، بين أن السيارات الكهربائية أخف ضررا من السيارات الكهربائية على التغير المناخي وبين ان الكهرباء "المتولدة" في أغلب دول العالم تكون بها خليط من الطاقة المتجددة ففي اللأردن مثلا 20% من مصادر الطاقة الكهربائية متجددة، فعند شحن سيارة يكون مصدر الطاقة جزء منه نظيف وهي بالاساس أقل ضررا، والعالم بحسب الشمالي يتجه نحو الطاقة المتجددة مما يساهم في تقليل انبعاث الغازات الدفيئة.
المهندس أحمد النوباني عضو في جمعية السيارات الكهربائية والذي كان يعمل كمستشار التغير المناخي في وزارة البيئة الأردنية أكد على أن تأثير السيارات الكهربائية على التغير المناخي أقل بكثير من السيارات التقليدية، و عن تكلفة قطع السيارات الكهربائية او البنزين فهي تعتمد على نوع السيارة بحد ذاتها والفارق فقط البطارية اذ ان لها عمر محدد ويجب استبدالها.
منال إحسان مالكة سيارة كهرباء تقول إنها قامت بشراء سيارة كهرباء لأنها تحافظ على البيئة "صديقة للبيئة" ، الا إنها لا تفضلها للذهاب الى الأماكن البعيدة لأن في الأردن محطات قليلة ومحدودة لشحنها، ومن ناحية سيئاتها تؤكد منال لكاتبة التقرير انه في حال تعرض السيارة لحادث مروري فإن تكاليف تصليحها أضعاف تكاليف تصليح المركبة فيما لو كانت تقليدية وبلأضافة ان بطارية السيارة لها عمر وينتهي وحينئذ عليها شراء واحدة آخرى بتكلفة تقارب 1000 دينار أردني وهذا مرتفع نسبيا مقارنة بدخلها وبسعر المركبة وفقا لمنال، لكنها تؤكد انها مركبة مريحة وخفيفة ولا تفضل أبدا بقيادة المركبات التقليدية.
وبحسب مجلة ساينتفك أمريكان ولما كتبه "ديفيد بيلو" الذي حصل على عدة جوائز عن تغطيته قضايا البيئة والطاقة "تُعد السيارات والشاحنات مسؤولة عن نحو 24% من التلوُّث بغازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، . ونظرًا لأن تلك الانبعاثات تأتي من مئات الملايين من أنابيب انبعاث عوادم السيارات، ويبدو أنه من الصعب السيطرة على مصدر التلوُّث هذا، ومن ثَم فإن تحويله إلى مئات من المداخن في محطات توليد الكهرباء التي توفر كهرباء لشحن السيارات الكهربائية يبدو طريقة أكثر فاعلية من أجل تنظيف أسطول سيارات البلاد.
من ناحية آخرى السيارات الكهربائية - بحسب موقع عربي بوست وللكاتب نوار كتاو ولمقالته السيارات الكهربائية بدلاً من العادية.. أم أن الأمر لا يستحق العناء؟- صديقة للبيئة لا تنبعث منها الغازات الضارة، كما أنها سهلة التشغيل ولا تصدر أصواتاً مزعجة.
أما عن جهود الحكومة الأردنية في الحفاظ على البيئة بتلك السيارات و أيضا تعاونها مع مواطنيها لشراء تلك السيارات، في تشرين الثاني من العام الماضي أعلن وزير المالية الأردني محمد العسعس أن الحكومة قررت تخفيض الضريبة على مركبات الكهرباء فئة 250 كيلو واط فما دون من 25 إلى 10 %. وأضاف أن الحكومة تقرر تخفيض الضريبة على مركبات الكهرباء فئة 251 كيلو واط فما فوق من 25% إلى 15 %
وأشار إلى أن الحكومة تقررإلغاء ضريبة الوزن على المركبات والاستعاضة عنها بضريبة 4% من قيمة السيارة.
مصدر موثوق في دائرة الجمارك الأردنية بين أن السيارات الكهربائية معفاة من الرسوم الجمركية للحفاظ على البيئة وتكتفي بدفع فقط 25% ضريبة مبيعات خاصة والسيارت التقليدية 68% ضريبة مبيعات خاصة وبين أن شراء هذه السيارات الكهربائية ازداد بعد انخفاض الضريبة عليها.
الصحفية البيئية فرح العطيات ووفقا لما نقلته في جريدة الغد الأردنية:-
" فلقد كشف تقرير أممي عن أن “السياسات المتعلقة بتنظيم استيراد السيارات المستعملة في الاردن ضعيفة للغاية، كما لا توجد معايير محددة للانبعاثات الناجمة عن مركبات التنقل الخفيفة ما يسهم في تلوث الهواء، ويعوق جهود التخفيف من آثار تغير المناخ"
عدم وجود معايير مما يعني زيادة الخوف لدى ناشطي ومهتمي وخبراء المجال البيئي لحدوث تغير بيئيي ينجم عنه مخاطر كارثية.
أما فيما يتعلق بالجانب الصحي الدكتور أحمد الطراونة أخصائي الأمراض التنفسية والعناية الحثيثة، أوضح أن الغازات المنبعثة من عوادم السيارات تعد من المحفزات التي تهيج الجهاز التنفسي بذات عند مرضى الربو، وأضاف "لهذا نجد ان الأشخاص القاطنين في المدن او المناطق ذات التركيز العالي من عوادم السيارات يكون وضعهم غير مستقر اذا كانوا مرضى الربو مما يؤدي الى حدوث هجمات ونوبات لديهم مقارنة بالاماكن النظيفة أو القليل فيها عوادم السيارات"، وأكد أن السيارات الكهربائية هي صديقة للبيئة ولا تعمل على حدوث اضرار على الصحة وكلما ازداد عددها عملت على تنظيف البيئة "وحتى لو كان مصدر طاقة الكهرباء غير نظيف سيكون تأثير على الجهاز التنفسي أقل بكثير" بحسب الدكتور الطراونة.