سهى كراجة.. رصيد اعلامي سيذهب بها إلى حيث تستحق
عرفتها عن قرب من خلال مقابلة صحفية.. مجتهدة ونقية.. فراشة الشاشة الوطنية.. الشاشة التي تم استلابها من الوطن.. "دكانة" التلفزيون الأردني كما براقش جنت على نفسها في خضم منافسة يمتلك فيها التلفزيون بحق قامات مهنية لكن هناك صانع قرار يشتغل بالخفاء لصالح قناة الكورونا (المملكة) على حساب مؤسسة التلفزيون.. سهى كراجة من اوائل الإعلاميين الذين اسسوا لمفهوم البرامج الاستقصائية عبر برنامجها خطوط عريضة ومن قبله تحت الضوء، والذي أسس أيضا لمفهوم اعلام الميدان .
كنا ننتظر من تلفزيوننا الأردني أن يٌنصف ابناءه، لكنه على ما يبدو ينتهج سياسة "التدمير الذاتي" كما في إفلام حرب النجوم الهولييوودية، فيما إداراته تقوم على التخطيط الاستباقي للإطاحة بكفاءاته ممن آمنوا بمؤسستهم ورسالة الإعلام الحقيقية، ففيما نجد مجموعة كبيرة من الاعلاميين العاملين في مؤسسة التلفزيون يقدمون منتجا ومحتوى اعلامي لا تجده في محطات محلية واخرى عربية، نجد هناك جهدا مُخطط له بالخفاء في أروقة المؤسسة، يهدف إلى تحجيم وتهميش هذه الجهود ومن ثم العمل على اقصائهم بصورة معيبة توسم المؤسسة الوطنية الإعلامية بـ "المراهقة الإعلامية"، وإلا لمَ هذا الفرار والإقصاء الجماعي لزملاء اعلاميين لفظهم التلفزيون الأردني كزوجة أب ..
على إدارة التلفزيون الأردني أن تخرج إلى الشارع الالكتروني، وتطالع مئات الآلاف من ردود الفعل عبر تعليقات القراء فيما هم يوسمون مؤسسة الوطن الاعلامية بـ"تلفزيون الميرامية"، وعوضا عن محاربة إدارة التلفزيون لوسم "تلفزيون الميرامية" بتسليط الضوء على قامات وخبرات مذيعيه وبرامجهم الإبداعية ، تقومبتحويلهم الى مشاريع "كبش فداء" وبالمجان.
تلفزيوننا الأردني الذي أخرج قامات اعلامية بحجم الراحل رافع شاهين.. وبحجم الاعلامي الفذ ابراهيم شهزاده، وسوسن تفاحة والراحلة عفاف قضماني، وغيرهم الكثيرين، تلفزيوننا الأردني الذي استعاد جماهيريته عبر برامج سهى كراجة بدءا من "تحت الضوء" وحتى "خطوط عريضة"، يتوجب عليه مراجعة قراراته وسياساته الوظيفية وقبلا الإعلامية، كي لا يتحول الى "دكان" بالفعل، تحتكم الى شروط وزارة التموين !!
كثيرون من خسرهم التلفزيون الأردني جراء التخبط بالقرارات وتهميش الكفاءات.. سهى كراجة أبدعت وخرجت من مؤسسة التلفزيون برصيد خبرات لا يستهان به سيذهب بها للمكان الذي تستحق .