المنتدى العالمي السنوي السابع للنيكوتينGFN) ) يسلط الضوء على مستقبل صناعة التبغ ومنتجات النيكوتين الأقل ضرراً
2020-06-17 / 01:29pm
بمشاركة أكثر من 30 خبيراً من الأكادميين والعلماء والمعنيين بالصحة العامة
المنتدى العالمي السنوي السابع للنيكوتينGFN) ) يسلط الضوء على مستقبل صناعة التبغ ومنتجات النيكوتين الأقل ضرراً
في ختام المنتدى العالمي السنوي السابع للنيكوتين (Global Forum for Nicotine -GFN)، الذي استمرّت فعالياته على مدار يومين متتاليين، خَلُص المنتدون المشاركون بمجموعة من التوصيات، كان من أبرزها ضرورة وضع استراتيجية واضحة لتخفيض الأضرار الناجمة عن التدخين التقليدي المعتمد على حرق التبغ، وذلك بتشجيع المنتجات البديلة الأقل ضرراً مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن. وقد دعا المشاركون في المنتدى إلى تبني الدول لإجراءات قانونية وأطر تسمح بتنظيم تداول المنتجات البديلة بما فيها منتجات الدخان القائمة على تقنية التسخين، والتي من شأنها تخفيض الضرر، إلى جانب تلك المعتمدة على تقنية التبخير، والسنوس السويدي البديل للتبغ الممضوغ.
ولقد استقطب المنتدى هذا، الذي عُقِد للمرة الأولى في دورته الحالية عبر تقنية البث المباشر الإلكتروني في ظل إجراءات الحظر المنتهجة جراء جائحة كورونا، حضوراً واسعاً من قبل أكاديميين وعلماء وخبراء الصحة العامة وصانعو السياسات وممثلين من مصنعي وموزعي منتجات النيكوتين الخالية من الدخان والتي قد تكون أقل ضرراً وخطورة بالمقارنة بالسجائر التقليدية، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام من مختلف الدول حول العالم.
وخلال مشاركتها ضمن إحدى جلسات المنتدى التي ركزت في محتواها على أهمية تفوّق العلم دائماً على المنهجيّة الفكريّة، قالت ماريوا جلوفر، مديرة المركز المستقل لبحوث التميّز ومحرّرة قسم التبغ في نشرة تقليل الضرر العالمية: "نحن محظوظون بالبدء بتطبيق مفهوم الحد من أضرار التبغ لأن هناك العديد من النظريات المقترحة في هذا المجال، الأمر الذي يمنحنا العديد من الفرص للحدّ من حالات المرض والعجز والوفاة المبكرة الناجمة عن استهلاك التبغ التقليدي، إذْ أنّ اختبار النظريات التي تناقش المفاهيم والادعاءات والأبحاث المقترحة والتشكيك بصحتها أو عدم تحيّزها يعدّ محور العملية العلمية. وبرأيي فإن عدداً لا بأس به من الأبحاث التي أجريت مؤخّراً غير موثوقة لأنها تعتمد على رأي الناس أكثر من نتائج البحث العلمي، أو لأنها تعتمد على استطلاعات تمّ إجراؤها على عيّنة تتكوّن من أشخاص يعرفونهم أو ضمن دائرتهم الاجتماعية ولديهم نفس الرأي تجاه حالة معيّنة، على سبيل المثال محاربة المنتجات البديلة للسجائر التقليدية."
واختتمت جلوفر جلستها قائلة: "لا يمكن للعلم أن ينفصل عن المنهجية الفكرية، ولكن ما يمكننا القيام به هو المطالبة بإفصاحات أكثر صدقاً من قبل العلماء حول الدوافع والجهات المتحيّزة في النتائج."
ومن جهته أكّد البروفيسور مارك تندال من كلية السكان والصحة العامة في جامعة UBC الكندية في جلسته التي حملت عنوان "الحدّ من أضرار التبغ: الدروس المستقاة من التاريخ"، بأن الحدّ من التدخين يعتبر دائماً شكلاً من أشكال مفهوم "الحدّ من الضرر"، إذْ أنّ التدخين إجمالاً يقتل من الناس أكثر من مما يقوم به فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي."
وقال تندال: "في عام 2012، تمّ إدخال السجائر الإلكترونية العاملة بالتبخير Vaping والتي تعدّ من أشكال الممارسات المتبنيّة لتطبيق مفهوم "الحد من الضرر"، الذي يتمحور حول تسليط الضوء على نشاط محفوف بالمخاطر وجعله أقلّ خطورة (ممارسة عادة التدخين)، حيث تقلّ في السجائر الإلكترونية السموم المعروفة والتي ترتبط بأمراض سرطان الرئة وأمراض القلب. بالنسبة للكثير من الناس، كان الأمر أكثر جاذبية وتجربة أكثر إرضاء خاصة من ناحية النكهة، ومن التخلّص من رائحة الملابس الكريهة، وإمكانية التحكّم في تركيز النيكوتين."
وأضاف تندال: "حتى الآن، كان يتعيّن على سلطات الصحة العامة الرائدة في جميع أنحاء العالم إطلاق حملات عالمية لتخليص العالم من السجائر التقليدية من خلال استخدام السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخّن. ولكن هذا لم يحدث؛ إذْ اتّضح أنه بعد كل هذا الوقت، لا يزال مفهوم "الحدّ من الضرر" من خلال إيجاد بدائل للتدخين التقليدي يواجه معارضة شديدة من قِبل العديد من الجهات."
وأشاد تندال بأهمية اللجوء إلى منتجات أقل ضرراً من السجائر التقليدية مثل منتجات التبغ المسخّن لأن الناس بالمجمل لا يمكنهم التوقّف عن التدخين فجأة ومرة واحدة، إذْ برأيه بعض الناس يفضّلون الموت على الإقلاع عن التدخين.
هذا وأكّد اخصّائي التخدير جون أويستون خلال جلسته التي تناولت "دراسة العبء المرضي العالمية" بأن مواصلة استهلاك السجائر التقليدية هو الوباء الحقيقي حالياً، إذْ أن استهلاك التبغ وممارسة عادة السجائر التقليدية يسبّب وفاة ما يقارب خمسة أضعاف حالات الوفاة التي تسببها الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وتعدّ السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن اقلّ ضرراً عدة مرات من السجائر التقليدية إذْ يمكن للسجائر الإلكترونية والتبغ المسخّن أن تنقذ حياة 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة الأميركية، ومع ذلك يحاول بعض الناس حظرها ومنع الناس من استخدامها بما يصبّ في مصلحة الشركات العالمية العاملة في صناعة التبغ والتي تحقّق أرباحاً بقيمة 62 مليار دولار سنوياً، وبالمقابل تتسبب في وفاة ما يقارب 7 مليار شخص حول العالم.
وأشار أويستون بأن حظر السجائر الإلكترونية بأنواعها المختلفة غير مقبول لأنه سيسمح للأشخاص بمواصلة تدخين السجائر التقليدية، كما لا يمكن إلقاء اللوم على السجائر الإلكترونية في الحالات الخطيرة للمصابين بفيروس COVID-19 دون أي دليل ملموس، وذلك استناداً إلى ما أعلنته إدارة الأغذية والأدوية الأميركية FDA أنه لا يوجد دليل على أن السجائر الإلكترونية لها آثار مضاعفة الضرر على مصابين فيروس كورونا.
ومن الجدير بالذكر بأن المنتدى العالمي السنوي السابع للنيكوتين (GFN) نادى بأهمية تخفيض أضرار التبغ من خلال تشجيع ثقافة التحوّل إلى البدائل الأقل ضرراً باعتبارها تساهم في تحسين ودعم الصحة العامة وخلق بيئة جيّدة. كذلك، أكّد المنتدى على ضرورة إيجاد سبل للتعاون بين المنظّمات والمؤسّسات الدولية لتبنّي تلك الرؤية التي ستساهم بلا شك في تقليل عدد الوفيات حول العالم.