والد الزميلة منى وتد ناشرة موقع رايتنا نيوز في ذمة الله   |   هِممٌ عِجاف   |   مواصفات «الترمبية الجديدة» وسؤال المستقبل؟   |   أورنج الأردن تختتم مشاركتها في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات MENA ICT Forum 2024   |   《أكروباتيكا》 تصل إلى البترا للتدريب على صيانة الآثار باستخدام تقنيات الوصول بالحبال   |     عمان الأهلية تنظم زيارات ميدانية تطوّعية لدور كبارالسّن    |   عمان الأهلية تشارك بورشة عمل لهيئة الاعتماد وبمؤتمر للتحاليل الطبية   |   أبناء عشائر قلقيلية بالأردن يجددون ولاءهم للهاشميين.. معكم وبكم خلف القيادة الحكيمة   |   الملك المغربي يؤكد موقف بلاده الراسخ من عدالة ومركزية القضية الفلسطينية    |   إطلاق مبادرة 《كرسي إرم نيوز للإعلام والإبداع》 في الكونغرس العالمي للإعلام   |   《جو أكاديمي》 تسلط الضوء على أهمية التكنولوجيا لسلامة وعدالة التعليم على هامش المشاركة في منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024   |   سامسونج للإلكترونيات توسّع برنامج مكافآت أمان الأجهزة المحمولة لتعزيز التعاون في القطاع وضمان حماية المستخدمين   |   الحاجه فاطمة عثمان عوض الرمحي حرم السيد سميح مؤنس الرمحي في ذمة الله   |   زين تجدّد التزامها بدعم جمعية قرى الأطفال الأردنية 《SOS》 للعام 25 على التوالي   |   توقعات وتناقضات بعد عودة ترامب   |   انطلاق الدورة الخامسة لمهرجان الأردن للإعلام العربي تحت شعار 《نصرة فلسطين》   |   أورنج الأردن تستعرض إنجازات المبدعين والمبتكرين ضمن برامجها المجتمعية الرقمية في منتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024   |   شقيقة الزميل المخرج زيد القضاة في ذمة الله   |   البداد القابضة تعلن عن استحواذ استراتيجي بنسبة 60% على شركات في إسبانيا والمغرب العربي   |   اتحاد النقابات العمالية يثمن موقف الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني   |  

خواطر ذات مغزى


خواطر ذات مغزى

خواطر ذات مغزى.
الخاطرة الأولى :
راهنت روسيا على حصان فاشل في ليبيا فقدمت دعماً ( لحفتر) قائد الانقلاب على الشرعية الديمقراطية فيها، المقاربة الروسية الخاطئة في ليبيا - التي تعتبر المفتاح الأوسط لشمال القارة الأفريقية وجنوب المتوسط -، نتجت المقاربة عن سوء في تقدير المصالح الروسية بشكل ساذج، وتساوقاً مع تقديرات بعض الدول الخليجية المدفوعة الثمن، والتي أنفقت موازنات ضخمة من ثرواتها النفطية واستثمرتها، في تعطيل مسار الربيع العربي، ومحاولة إفشال التحول الديمقراطي نحو منظومة الحكم الرشيد، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
ذهبت روسيا إلى مغامرة خاسرة، واضاعت فرصة حقيقية لتعزيز حضورها الدولي ونفوذها الإقليمي، لو اختارت الانحياز إلى خيار الشعب الليبي وحكومته الشرعية، هل انتهت الفرصة ام ان الباب لا زال موارباً لتصحيح المواقف، والقفز من المركب المتهالك قبل أن يغرق؟ ، لا سيما وأن الموقف الدولي بدأ بإضافة هذا الموقف إلى قائمة المواقف التي من شأنها أن تفرض عقوبات إضافية على الدولة الروسية.

الخاطرة الثانية :

يوم 3 يونيو 2013 نجح الإنقلاب العسكري في مصر بدعم إقليمي ومباركة دولية بازاحة اول رئيس مصري مدني منتخب، هو الدكتور محمد مرسي - رحمة الله عليه - بعد أن لبث في السجن بضع سنين قبل أن يقضي نحبه في ظروف مريبة، ستكشف الأيام حقيقة الجريمة التي ارتكبها العسكر، بحق ضحايا الإنقلاب ( الرئيس والدولة والديمقراطية). بعدها تمكنت ( إمبراطورية الضباط) - كما يسميها الباحث يزيد الصايغ - من التحكم بمناحي الدولة والسيطرة على جميع مفاصل الحياة، وكانت النتيجة أن تراجعت مصر وأصبحت شبه دولة كما وصفها رئيس الانقلاب السيسي، تسير نحو الفشل بعد أن فقدت دورها الإقليمي والدولي وأصبحت دولة تابعة ومنقادة في مهب الريح، تعالج مرضى السرطان بجهاز الكفتة، وتواجه جائحة الكورونا بوجبات دسمة من البرسيم والتوابل الهندية!.

الخاطرة الثالثة :

بتاريخ 27 أيار وقبل 60 عاما تعرضت تركيا لأسوأ انقلاب عسكري في تاريخها، ضد الرئيس المدني المنتخب ( عدنان مندرس، الذي قضى أجله أيضاً بالإعدام - يرحمه الله ).
النتيجة : فساد في الحكم، وفشل في الإدارة والاقتصاد.

الخاطرة الرابعة :
السمة الرئيسية لجميع الانقلابات وحركات الطغم العسكرية هي التخلف والفشل وغياب التنمية والعداء لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
الخاطرة الخامسة :

بتاريخ
15/6/2016
فشلت محاولة الإنقلاب العسكري في تركيا.
النتيجة :
حققت تركيا إنجازات متقدمة في منظومة الأمن المتكامل ( السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والصحي، والغذائي، والدفاعي)، وحافظت تركيا على قيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان.
إذ كشفت الإدارة التركية، في مواجهة جائحة كورونا أن الإنسان هو هدف التنمية وليس أداتها، وأن الاقتصاد والسياسة، أداوات لخدمة الإنسان، وأن السلطة ورأس المال إنما هي الأداة التي تسعى وتتكامل لتحقيق سعادة الإنسان سواء بنشر العدل وإسعاد البشرية، أو بتنمية الإنسان وتزكيته المستمرة.
تسيير طائرة خاصة من تركيا إلى السويد لنقل مواطن تركي مصاب بالكورونا إنما هي إشارة رمزية لهذه النظرية التي تعنى بالإنسان بغض النظر عن عمره ودوره في الإنتاج الاقتصادي.
الإنسان قيمة وليس عبئا على الدولة، بهذه النظرية تميزت الإدارة التركية، ودخلت نادي الدول الكبرى وتنافس على مواقع متقدمة فيه،
ضمن مصاف أكبر 10 اقتصادات في العالم، بعد أن أدركت قيمة التكنلوجيا الرقمية، وأهمية ثورة الذكاء الصناعي .
في نطاق الأمن الدفاعي والردعي، كشفت تركيا عن أحدث طائراتها المسيرة دون طيار من نوع "بيرقدار أقينجي"، والتي تعد الطائرة الأولى من نوعها التي تنتجها تركيا في فئة المقاتلات الهجومية، لتطوير الصناعات الدفاعية العسكرية ضمن رؤيتها للعام 2023.
وبذلك تكون ثالث دولة في العالم تملك هذه التقنية المتطورة، ضمن أنظمة الدعم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.
أما في مجال الأمن الصحي فقد افتتح أردوغان مدينة باشاك شهير الطبية قبل أيام وتعتبر إحدى المستشفيات النموذجية في العالم، باحتوائها على 2600 سرير.
إضافة إلى افتتاح عدة مستشفيات متقدمة ومتميزة منتشرة في البلاد.
أما في مجال البحث عن مصادر الطاقة، فقد أطلقت سفينة الفاتح للتنقيب عن الغاز الطبيعي والنفط في البحر الأسود .
مع كل تلك الإنجازات يستمر الاختلاف والاشتباك بين نخب المتفرجين في العالم العربي، في الموقف من التجربة التركية.

المعجبون بالنموذج التركي يؤكدون بأن مصدر إعجابهم ليس انحيازا ايدلوجيا لحزب العدالة والتنمية الحاكم، ولا حبا بشخصية أردوغان الكارزمية، ولكنه انجذاب وإعجاب بقصة النجاح وسردية المنجزات، لدولة من العالم الثالث، والأمل بمستقبل أفضل، حجتهم في ذلك مقابل من يخالفونهم أن دلونا على تجارب أخرى حققت مثل هذه الإنجازات حتى نعجب بهم؟!
الخلاصة ألا يشكل هذا العرض استفزازا لأنظمة الحكم العربي؟ لإجراء مراجعات جادة عنوانها الأبرز المصالحات الداخلية المُؤهلة، للإنتقال إلى محطة الإنتاج والتنمية واليد العليا بدلا من انتظار القروض والمنح والمساعدات، التي من شأنها أن تبقى تلك الدول ليست متخلفة فقط، وإنما عبئاً وعالةً على المجتمع الدولي.

زكي بني إرشيد.
28/05/2020.