زكي بني إرشيد حكم الشورى في القرآن الكريم
الشورى ليست منّةً من الحاكم على المحكومين ، لأنها حق الشعب، وواجب الحاكم، وعلى هذا الأساس يقوم العقد السياسي في وجوب الطاعة للأمير المُنتخب.
طاعة الحاكم مرتبطة بصحة العقد القائم على أصل الاختيار الحر دون إكراه، وعلى الإستقامة والإصلاح.
أما القول بوجوب طاعة الإمام المتغلب، فهو مخالف لمنطوق النص، ويفتح باب الفتن ويشرعن الانقلاب، ويستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ وأعلى، بمصطلح اليوم ( استبدال صندوق الذخيرة بدلا من صندوق الإقتراع) .
الشورى حق الأمة الواجب، بصريح النص الواضح، ويقع الاجتهاد في اختيار أفضل الصيغ لضمان هذا الحق، وليس لالغائه أو تعطيله وبما يحقق للأمة أكبر المصالح ويدفع عنها اسوء المفاسد.
قيمة الشورى انها ملزمة، حتى لو كانت في ظاهرها مؤلمة، والقول بغير ذلك توظيف سياسي لإطلاق يد الحاكم في سلطة مطلقة يتبعها فساد كبير.
" وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"
فمن استجاب لربه وجب عليه أن لا يفرّق بين إقامة الصلاة وإقامة الشورى وواجب الإنفاق على مصالح الشعب، وليس الاستحواذ على أموالهم...