خالد جبر الزبيدي يكتب :: البلبل الصغير .. إحدى دروس الحياة..
في حياتنا أحداث كبيرة وقصص كثيرة منها المحزن ومنها المفرح ومنها ما نأخذ منه العبرة ونتعلم، وكذلك لنفهم العالم من حولنا وأن نأخذ بعمق الأمور وليس بقشورها، فليس بالضرورة أن يكون كثير الحركة شخص منتج وكذلك كثير الكلام أن يكون خطيب.
قصة عن بلبل أعجبتني كثيراً لما في عمقها من كشف للكثير من الأمور سواء لكشف الطبيعة البشرية أو ما يدور من أحداث من حولنا ، والقصة تقول: أن في يوم هبت رياح ثلجية على بلبلٍ صغير أثناء طيرانه فهوى إلى الأرض متجمدًا، فرآه حصان عطوف فأهال عليه شيئًا من التراب ليدفئه، فشعر العصفور بالدفء فبدأ يغرد في استمتاع ، فجذب صوته ذئبًا فبال على التراب ليطرّيه حتى يتمكن من الظفر بالبلبل، فعندما أصبح التراب وحلا طرياًً ، انتشل الذئب البلبل وأكله.
مغزى القصة: ليس كل من يحثوا التراب في وجهك عدوًا، وليس كل من ينتشلك من الوحل صديقًا؛ و حينما تكون غارقًا في الوحل فمن الأفضل أن تبقي فمك مغلقًا.
هنالك ناس عندما تقدم لهم النصح والمشورة دون مديح ونفاق مكشوف فإنهم يعتبرون ذلك انتقاد لهم أو انتقاص منهم ، وهم لا يعلمون أنه ذلك في صالحهم ، فعندما يتم رفض الأحبة ونصحهم كونهم أكثر وضوحا يبرز المهللين والمصفقين والذي بدورهم يجعلونك تغوص في الوحل أكثر ، فالبعض يظل يغوص في وحله ظناً منه أنه يزيد وزناً ، ولكن هنا ليس من الحكمة الكلام لأن الوحل قد أثقل لسانك وحركتك ، ولأن الوقت يكون فات وحان وقت الصمت.
فعلينا دائما أن نقيس الأمور حسب ما هي وحسب ما تكون عليه ، وكذلك علينا أن لا نحكم على الناس حسب أهوائنا مستخدمين قصر النظر الخاص بنا، وكذلك علينا أن نؤطر الناس من حولنا لتعرف من هو عدوك حتى لو صفق لك ، ومن هو صديقك بنصحه لك وإن كان ثقيلاً.
د.خالد جبر الزبيدي
khaledjz@hotmail.com