فندق Signia by Hilton يفتتح مطعم Kyra Pool & Grill ليقدم تجربة متوسطية جديدة في قلب العاصمة   |   غزة تقاوم العالم   |   ختام معسكر النشاط البدني في شابات القويسمة    |   بحث طبي من 《عمان الأهلية》يحصد أعلى تقدير بمؤتمر علمي عالمي بإندونيسيا   |   إنطلاق فعاليات معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شابات الوسطية   |   بليغ حمدي حاضر في جرش 39   |   الفنان عزيز مرقة يُحيي أمسية فنية في مهرجان جرش 2025   |   نويل خرمان تحيي أمسية فنية على المسرح الشمالي ضمن مهرجان جرش   |   (لا يُخذل مستغيث ولا يُرد مستجير)   |   المشاركة احتفالية بمرور 75 عاما على تأسيس نادي الجيل   |   أصالة نصري تُطرب جمهور 《الجنوب》في ثاني آب ضمن ليالي جرش   |   《جيدكو》 تعلن مشاركتها في مهرجان جرش   |   جرش وما أدراك ما جرش   |   رئيس لجنة بلدية جرش يلتقي المدير التنفيذي لمهرجان جرش لبحث ترتيبات التنظيم الداخلي للمهرجان   |   زيارات ثقافية وبرامج تدريبية متنوعة تنفذها مديرية شباب إربد في مراكزها   |   اختتام معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب الوسطية   |   انطلاق معسكر النشاط البدني والرياضي في مركز شابات القويسمة   |   《التربية》 تنظم ورشة لتعزيز التعليم المهني في الجنوب   |   بنك الأردن يحصل على جائزة 《أفضل حافظ أمين في الأردن لعام 2025》 من جلوبال فاينانس للمرة الثانية على التوالي   |   انطلاق حملة الطلب المسبق على الجيل الجديد من هواتف Galaxy Z القابلة للطي في الأردن بسعر تفضيلي مع مجموعة من المزايا والهدايا القيمة للمشترين الأوائل   |  

بيوت مهجورة


بيوت مهجورة
الكاتب - جمانة غنيمات

فوضى البيوت المهجورة في الأردن قصة ليس لها حدود، إذ لا توجد محافظة تخلو من هذه المشكلة التي لم يتم التخطيط بعد لاحتوائها، وتنظيم معايير لكيفية إغلاقها.
على امتداد المملكة سنجد فروعا لهذه المشكلة، ففي المحافظات تجد قرى بالكامل هجرها أهلها وتركوا خلفهم بيوتا آيلة للسقوط، صارت مع الزمن جزءا من حالة التشوه البصري والحضاري.
وعلى مدى سنوات الإهمال لهذه المشكلة التي طالما لفتَ إليها الإعلام وتحدث عنها، لم تجتهد أي مؤسسة لحل هذه المشكلة، رغم الكوارث الكبيرة التي خلفتها والظواهر التي ولدتها، بعد أن أصبح عددها بالآلاف.
النسيان أو الإهمال قاد أصحاب الأمراض لاستغلال هذه البيوت، والإتيان بأفعال مخالفة للقانون يقشعر لها البدن، بدءا من تعاطي المخدرات، وليس انتهاء بارتكاب جرائم، كان آخرها جريمة مخيم الحسين التي ذهب ضحيتها الطفل السوري.
البيت المهجور وغير المضاء كان ملاذا لحيوان اختطف طفلا بريئا، وارتكب بحقه كل بشاعة الكون، رغم أن الموقع ليس السبب الوحيد لارتكاب مثل هذه البشاعة التي لا تخرج إلا من نفسية مشوهة مريضة، لكن البيت المهجور أوجد ملاذا للتنكيل بالطفل الذي اصطف كل أصحاب الضمير خلف أهله، ودانوا المجرم مطالبين بإعدامه.
المشكلة أكبر مما نظن، وهي تؤرق المجتمعات المحلية بعد أن تحولت تلك البيوت إلى مكاره صحية، وأماكن لتجمّع النفايات والحيوانات الضالة والحشرات، في ظل تقاعس الجهات المعنية عن إيجاد حلول مناسبة للمشكلة، رغم أن أذى القوارض والحشرات يهون أمام الأذى الذي يتركه مجرم بشع يلجأ إلى هذه الأماكن للتعبير عن أمراضه وانحرافاته.
الظاهرة تتسع ومخاطرها تتضاعف، وربما كانت الحادثة الأخيرة الإنذار الأقوى للجهات المعنية للتفكير بكيفية تخليص المجتمعات المحلية من مخاطرها وتهديداتها، إما بهدم تلك الأبنية، أو إلزام مالكيها بتنظيفها وإغلاقها بشكل محكم، لكي لا تظل ملجأ لأرباب السوابق.
لا أدري إن كانت هناك قاعدة بيانات دقيقة حول المنازل المهجورة وأعدادها في المملكة، لكنها بالتأكيد بالآلاف ويرتفع العدد يوميا في ظل التحولات الاجتماعية الكبيرة وتغيّر أنماط الحياة ومستوياتها، ما يستدعي اليوم قبل الغد وضع سياسة للسيطرة على هذه المساكن التي لا أبالغ إن قلت إنها خارجة عن السيطرة الرسمية لناحية تنظيمها أو تحصينها من أن تكون ملاذا للمجرمين.
القصة ليست سهلة، وحلها تأخر كثيرا، ما أوجد الكثير من المعوقات الفنية والقانونية التي تحول دون التمكن من إزالة المباني، أو إغلاقها بشكل غير ضار، أقله للتخفيف من التشويه البصري.
العملية ربما تحتاج إلى فرق ميدانية تجمع المعلومات المطلوبة حول تلك البيوت، ثم تبويب هذه المساكن واتخاذ قرار حاسم بشأنها، شريطة أن لا تبقى مسرحا للتشوهات والجرائم.
الجهات المعنية ستقول إن لديها خطة وإنها بدأت بالفعل بإغلاق المهجور من المنازل، ولكن الاكتفاء بالتبريرات لن يقينا من ظاهرة يتسع مداها مع تزايد وتطور شكل الجريمة والنمو السكاني.
الدور ليس فقط على الجهات الحكومية والرسمية، بل هي مسؤولية كل فرد، وربما على العمانيين الذين ارتكبت الجريمة في أحد بيوتهم المهجورة أن يتحركوا لتنظيف مدينتهم من هذه الظاهرة الخطرة، وعلى مؤسسات المجتمع المدني أن لا تسكت عن المشكل الذي يندرج أيضا ضمن انتهاكات حقوق الإنسان، وأحد التشوهات الظاهرة بالحياة العامة.