افتتاح معرض 《الأردن: فجر المسيحية》 في مدينة أسيزي الإيطالية   |   أيمن سماوي، 《تعالوا نُكمل الحكاية》. في حديث مع المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون   |   النائب العماوي يشارك في وفد نيابي لمجلس العموم البريطاني   |   مبادرات شباب وشابات أردنيين، وحلول حقيقية لعدد من القضايا   |   اختتام فعاليات معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب المنشية   |   أورنج الأردن تشارك فيديو يسلط الضوء على أهم فعالياتها لشهر حزيران والتي تضمنت عدداً من الأحداث المميزة والأنشطة المختلفة   |   كتلة عزم نقف خلف مواقف الملك ونرفض التصريحات الإسرائيلية التصعيدية بشأن الضفة الغربية    |   نعي فاضل   |   الميثاق الوطني: لا سيادة للاحتلال على أرض فلسطين   |   مركز شباب وشابات كفر الماء المدمج ينظم زيارة ميدانية إلى مصنع الدرة   |    إجارة للتأجير التمويلي إحدى الشركات التابعة《 للبنك الأردني الكويتي》تفتتح مقر مبنى الإدارة العامة الجديد الكائن في منطقة عبدون.   |   من مدينة اسيزي الإيطالية تطلق المعرض المتنقل فجر المسيحية   |   《سامسونج إلكترونيكس》 المشرق العربي تطلق حملة الطلب المسبق على ثلاجة Family Hub مع هدايا قيمة حصرية   |   شركة ميناء حاويات العقبة تسجل نمواً قوياً في النصف الأول من عام 2025 مع زيادة بنسبة 24% في مناولة الحاويات   |   فاين الصحية القابضة تنال تكريماً تقديراً لدورها كعضو مؤسس في شبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في الأردن   |   تحديث القطاع العام والتنمية الاقتصادية   |   انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب المنشية   |   انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب القويسمة   |   اللوزي: إطلاق خط الكرك – عمّان يعكس التزام شركة المتكاملة بتوسيع خدمات النقل العام وتحسين جودتها   |   التكنولوجيا الزراعية في عمان الاهلية تشارك بورشة عمل حول نبات السمح   |  

الولايات المتحدة.. تنصح بالشيء وتمارس عكسه


الولايات المتحدة.. تنصح بالشيء وتمارس عكسه
الكاتب - د.اسعد عبد الرحمن

 

الولايات المتحدة.. تنصح بالشيء وتمارس عكسه

د . اسعد عبد الرحمن

جاءفي الأخبار، وتحديداً، يوم السبت المنصرم 2024-2-17، ان جهات امنية وسياسية ودبلوماسية امريكية حذرت من تنامي العداء للولايات المتحدة عربياً واسلامياً بل وعالمياً بسبب موقفها من العدوان الاسرائيلي على "قطاع غزة"، وان هذه الجهات تدرس الامر محاولة وضع حلول مناسبة له!!!وها هي الإدارة الامريكية، يوم الثلاثاء 2024-2-20 ، تمارس (الفيتو) ضد اقتراح الجزائر القاضي بوقف القتال فوراً سامحة باستمرار المذبحة الإسرائيلية ضد أهل"قطاع غزة"!! وفي السياق، نستذكرتحذيروزیر الدفاع الأمریكي (لوید أوستن) لحكومة الدولة الصهيونيةحین حذر رئیس وزرائها (بنیامیننتنیاھو) من أن "إسرائیل تخاطر باستبدال نصر تكتیكيبھزیمةاستراتیجیة"، أي أن استمرار الكیانالصھیونيبالقیامفیمایفعله من جرائم وإبادة وقتل بحق المدنیینالفلسطینیینصحیح أنهیكسبھا"المعركة لكنهیخسرھا الحرب".وجوهر المقصود منهذا التحذير أن الجيل الفلسطيني الجديد الذي سيلي سيكون جیلاً كارهاً، جیلاً منتقماً، جیلاً مقاوماً.

 

الولایات المتحدة، بقوتھا العسكریة الكبیرة، سبق أن منیت بھزائم قاسیة في حروب عدیدة، بعد أن أحدثت في البلدان المستھدفة دمارا ھائلا، وحققت، كما تدعي، انتصارات عسكریة لكنھا في حقیقة الأمر لم تكسر إرادة "أعدائھا" الذین لم ییأسوا بل صمدوا في وجه الجیش الأمریكي وقاتلوه. هذا الجيش الذي عادة ما ينسحب بعد اعترافه بالھزیمة رغم "انتصارات عسكریة" یحققھا على الأرض لكنه دوماً یعود من حیث أتى. فمثلاً، قتل الجیش الأمریكي مئات الآلاف من الفیتنامیین خلال 9)) سنوات لكنه اضطر للانسحاب معترفا بھزیمته الاستراتیجیة، كما أنه فشل بالقضاء على حكومة طالبان في 2001)) وقتل ما یقرب من ربع ملیون أفغاني لكنه بعد 20)) عاما عاد فانسحب من أفغانستان وسلم الحكم للحركة. وفي العراق،ومنذ الغزو الأمريكي، قتل ما یقارب الملیون عراقي لكن غالبية القوات الغازية سرعان ما غادرت.

 

لا خلاف على أن الإبادة الجماعیة والتطھیر العرقي الذي یواجھه أھلنا في "قطاع غزة" أثر بشكل عمیق في تحول الرأي العام العالمي من التعاطف مع الكیان الصھیوني، إلى الكشف عن الوجه الحقيقي لهذا الاخيروالتندید بجرائمه.وتوالیا،تتصاعد المظاھرات في مدن العالم ضد مجازر "الكیان" الیومیة، مع تزاید انتقادات المنظمات الدولیة والأممیة، وتحرك آلاف المحامین والھیئات الحقوقیة في العالم لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائیلیین في محكمة الجنايات الدولية.

 

ألا ينطبق هذا كله على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها (كسب المعركة لكن خسارة الحرب) وهي التي دعمت ولا زالت تدعم الجهد العسكري الإسرائيلي! وبالفم الملآن نسمعها بصراحة (اقرأ: بوقاحة) وهي تردد انها تسعى من أجل "تخفيف" قتل المدنيين؟!! وفي الوقت ذاته، نجدها لاتطلب من "اسرائيل" وقف العدوان بل تبرر لها الاستمرار فيه!!!هذا عدا عن التأييد السياسي الدائم في جميع المحافل وبخاصة في مجلس الامن (ثلاث مرات حتى الآن)، الامر الذي حمى الدولة الصهيونية من عقوبات مستحقة ويبرز السؤال: ألم تخسر الولايات المتحدة الحرب في فيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها من بلدان العالم بعد أن ولدّت حالة من الكره الكبير لها بل انها ولدّت حالة عميقة من المقت الشديد لها رغم محاولات بعض المتنفذين الأمريكيين تصوير أن هذا الكره وذاك المقت انما هو إيراني شيعي، مع أنه في حقيقة الأمر قائم وبقوة على امتداد الشارع السني أيضاً.

 

الولايات المتحدة، دولة لا تتعلم من تجاربها، فهي قد سخرت العالم لخدمة مصالحها ونصبت نفسها شرطيا وقاضيا عليه،ولهذا خاضت حروبا في جميع الجغرافيات وبلا هوادة، واعتمدت المؤامرات والعمليات الاستخباراتية الخاصة والحروب القذرة وتمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية. وها نحن نختم بما قاله المفكر الأمريكي اليهودي الشهير (نعوم تشومسكي): "علينا أن نعي أن الكثير من الناس في العالم يعتبروننا نظاما إرهابيا. إن حملة الكراهية في العالم العربي ضد الولايات المتحدة الأمريكية زادت من تأجيجها سياسات أمريكا تجاه المسألة الفلسطينية - الإسرائيلية، والعراق. إن الطريق الوحيد أمام الولايات المتحدة لتهدئة الصراع في المنطقة هو أن تتوقف عن رفضها الانضمام للإجماع الدولي المنادي بحق كل الدول في المنطقة بأن تعيش في أمن وسلام، بما فيها دولة فلسطينية على أرضها المحتلة".وفي الختام، تتهم الولايات المتحدة حكومة الكيان الصهيوني بـ "قصر النظر" في مواقفها وسياساتها، في حين انها -هي نفسها- مصابة بـ "قصر نظر" فادح، لابل "ازدواجية في الرؤية"!!! وبعد ذلك، يسألون: لماذا يكرهوننا؟! ــ الراي