مؤسسة الضمان تجدد تحذيرها من التعامل مع روابط وهمية تدعي تقديم مساعدات نقدية عبر وسائل التواصل الاجتماعي   |   أجواء عائلية وفعاليات متنوعة في البوليفارد طيلة أيام شهر رمضان المبارك   |   نجاح كبير لبطولة الحبتور الأولى للدارتس    |   الاردنية نور الشاويش لاعبة دارتس تشارك في البطولات الاماراتية   |   167 سائحا رومانيا يصلون العقبة بطيران عارض تدعمه هيئة السياحة   |   مدير الضمان؛ امضِ ونحن معك في رحلة الإصلاح الصعبة   |   عطية: استيقظوا يا عرب   |   الحاج توفيق: المواد الغذائية المستوردة متوفرة بالسوق المحلية بكثرة وانخفاض أسعار بعضها   |   الحاج توفيق يدعو لصياغة اتفاقية تجارة حرة جديدة مع تركيا   |   البنك الأهلي الأردني يطلق حملة الاسترجاع النقدي لبطاقات ماستركارد الائتمانية بمناسبة عيد الأم   |   طلال مناجيًّا أم طلال   |   المهندسة نور اللوزي تفوز بعضوية المجلس المركزي لحزب إرادة   |   مليون للسياحه والسفر تنفذ مبادره انسانيه وتتبرع بكمامات طبيه إلى جمعية الإغاثة الطبيه   |   إعلان إطلاق مؤتمر Levitate لصناعة الطائرات المسيّرة   |   《سامسونج إلكترونيكس المشرق العربي》تطلق فرن الميكروويف المبتكر بتقنية   |   حلا الطاهر تمثّل الأردن في النهائي العالمي لبطولة رسومات الدودل   |   الإعلامي على القرني: التسويق الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي أصبح اسرع انتشارا وفعالا   |   الأردن يسجل أول مشاركة عربية تاريخية في مؤتمر ومعرض 《ساوث باي ساوث ويست 2023 SXSW》 العالمي المقام في تكساس   |   الكلية الجامعية للتكنولوجيا في أبو علندا تحظى بدعوة ممثلي المجتمع المحلي في شرق عمان   |   الكويت:جاهة وخطوبة عبد الفتاح الرمحي نجل الزميل سمير الرمحي والاعلامية رضى عليان   |  

الجنرال (دايتون): موهوب وخطير


الجنرال (دايتون): موهوب وخطير
الكاتب - د . اسعد عد الرحمن


الجنرال (دايتون): موهوب وخطير

د. أسعد عبد الرحمن 


في الأساس، نكتب اليوم عن الجنرال الأمريكي (كيث دايتون) لنتعرف عليه وعلى خبراته و"مواهبه" وبخاصة وأنه لعب دورا مهما جدا في المرحلة التي أعقبت استشهاد الرئيس ياسر عرفات، وبالذات في أعقاب تداعيات "الانتفاضة الثانية" (28/9/2000 – 8/2/2005) والتي كانت انتفاضة مسلحة على عكس الانتفاضة الأولى في نهاية الثمانينات (8 ديسمبر 1987 – 1993). وطبعا، ساد – في حينه –"منطق" قوامه أنه إذا ما كان ثمة إمكانية لعودة "مسيرة السلام"، فإن واقعا عسكريا يجب بنائه (إعادة "تفصيله") بحيث "يلائم" الدولة الصهيونية التي "خاب أملها" في القيادة الفلسطينيةوفي مسيرة سلام تفاهمات أوسلو!!!

ولد الجنرال (دايتون) في الولايات المتحدة عام 1949، وحصل على شهادة في التاريخ، وعلى الماجستير في العلاقات الدولية، وهو صاحب خبرة عملية عسكرية خاصة في سلاح المدفعية، إضافة إلى خبرة دبلوماسية من خلال عمله ملحقا عسكريا في العاصمة الروسية موسكو. وقد عمل الجنرال (دايتون) أيضًا كمدير للعمليات ومدير الاستخبارات البشرية للدفاع في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العاصمة واشنطن، بما في ذلك منصب مدير مجموعة المسح للعمليات في العراق. كما عمل مديرا لمركز "جورج سي مارشال" الأوروبي للدراسات الأمنية الناشطة في مجالات دراسات الأمن الدولي والدفاع والشؤون الخارجية، وهي في الأصل شركة أمنية ألمانية أمريكية خرجت أجيالاً من  المحترفين في مجالات الأمن العالمي، علاوة على دراسات مهمتها "إيجاد حلول للتحديات الأمنية الإقليمية من خلال بناء القدرات والوصول والترابط العالمي".وقد تميز الجنرال (دايتون) بمواهبه الأمنية والعسكرية وقدرته على إعداد الجنود بطريقة تضمن ولاءهموفق المعايير التدريبية والأخلاقية والسياسية الأمريكية حيثما امتدت المهمات الموكلة إليه في الأقطار المختلفة. وهذه المؤهلات والمواهب قادته، بإرادة أمريكية/إسرائيلية أساسا، إلى فلسطين في العام 2005.

بطبيعة الحال، تناغمت هذه المهمة مع المشاريع الأمريكية المستقبلية للضفة الغربية وقطاع غزة بمعنى الحيلولة دون تحولها إلى قاعدة للمقاومة أو للاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين/"المستوطنين". فمثلا كان المطلوب أمريكيا (وبالتالي إسرائيليا) من الفلسطينيين في الضفة الغربية أن يتظاهروا بطريقة (حضارية!!!) فيما جنود الاحتلال الإسرائيلي يهينونهم ويقتلوهم يومياً أمام الحواجز، ويصادرون أراضيهم ويدمرون مرزوعاتهم ويوسعون مستعمراتهم ويسعون لتهويدأماكن العبادة الفلسطينية بجوامعها (وفي الطليعة منها المسجد الأقصى في القدس والحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل) وكنائسها (وفي الطليعة كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم).

ما فعله (دايتون)  ببرامجه وتوجيهاته (وأحيانا محاضراته) يتلخص من حيث الجوهر في أنه حاول تأصيل "العمالة" فكريا، علاوة على الترويج للمراد الأمريكي/ الإسرائيلي أي "سلام اقتصادي" بمعنى تحويل الشعب الفلسطيني إلى شعب مرتش بلقمة العيش و"مغانم" الحياة الاستهلاكية، بعد تأمين مرتب شهري من الدول المانحة، مقابل أن ينسى هذا الشعب قضيته الوطنية كلياً.ولذلك كله، اختير الجنرال الأمريكي (دايتون) في العام 2005 ليكون منسقا أمنيا بسبب خبراته الأمنية والعسكرية وقدراته (اقرأ: "مواهبه") على إعداد الجنود بطريقة تضمن ولاءهم، وتعزز قناعتهم بأي هدف يردده هو ورجاله على مسامعهم. فما الذي أنجزه في حينه؟ وما مدى ديمومة إنجازه في هذه الأيام؟ نحاول الإجابة عن هذين السؤالين في المقال القادم.
ــ الراي