اختتام معسكر التمكين الاقتصادي في بيت شباب إربد   |   نضال البطاينة… السياسي المختلف الذي اصطدم بـ《الحرس القديم》 وخرج منتصرًا   |   الأبعاد التنموية لتحديث القطاع العام   |    حكيم كليم تضع حلول لتسهيل الفوترة للأطباء   |   ليلى نصيب تطرح أغنيتها الجديدة 《وا شقاتي 》   |   كيف نبني الأردن بعد قرن من إنشائه: من التشخيص إلى التنفيذ   |   مشاركةً في المعرض العربي الدولي ٢٠٢٥ ايكيا للأعمال: مهما كان نوع مشروعك، لدينا كلُّ ما تحتاجه!   |   اختتام مشروع 《سياسات لمناهضة العنف في بيئة وعالم العمل 》   |   تخافوا على الاردن    |   كسر الرسميات وازالة البروتوكولات السياسية في عصر وسائل التواصل الاجتماعي   |   《وطني》 تفتتح أول محطة وطنية لتعبئة المركبات والشاحنات بالغاز الطبيعي المضغوط (CNG) في الأردن   |   من شاشة إلى مساعد شخصي: كيف تعيد سامسونج إلكترونيكس تعريف الهواتف القابلة للطي   |   زين كاش توقع اتفاقية استراتيجية مع نقابة المهندسين الزراعيين   |   معالي وزير الثقافة يفتتح مهرجان البلقاء الثالث   |   شركة توزيع الكهرباء تطلق برنامجاً ميسراً لتسوية المستحقات المتراكمة على مشتركيها من فئة المنزلي   |   كيف نبني الأردن بعد قرن من إنشائه: الإصلاح السياسي كركيزة للتحديث الشامل   |   خدمة العلم: العلاج الشافي للكثير من الأوجاع المجتمعية   |   وزير الشباب يرعى انطلاق المخيم الكشفي العربي في مدينة الحسين للشباب   |   الاتحاد العربي للجولف يؤكد دعمه لبطولة الأردن المفتوحة   |   برعاية معالي وزير الثقافة.. انطلاق أعمال الاجتماع التنسيقي لترشيح الملف العربي المشترك   |  

نوستالجيا ~  بقلم : الدكتورة زينة محي الدين غنيم 


نوستالجيا ~  بقلم : الدكتورة زينة محي الدين غنيم 

نوستالجيا ~ 
بقلم : الدكتورة زينة محي الدين غنيم 

للانتظارِ لَذّةٌ لا يعرُفها مُعاصرو الحداثةِ، كانتظارِ رسالةٍ من بعيدٍ يعزُّ علينا فراقُه، أو حبيبٍ أو صديقٍ، أو تَفَقُدِ البريدِ وانتظارِ السّاعي بمشاعرَ يلّفها الشّوقُ، وأحيانًا التّوجّسُ والتّرقّبُ واللّهفةُ .. 

وعندَ استلامِها وقراءتِها يشعرُ المرءُ بقيمةِ وصولِها إليه ربّما بقدرِ ما يشعرُ بقيمةِ محتواها، فكانت الرسائلُ آنذاك تترگُ عظيمَ الأثرِ في النّفسِ، ذاتَ وقعٍ يسكنُ خلجاتِها ويعتوِرُها، وأمّا ما يُكسِبُها تلگ القيمةَ و تلگ البصمةَ الباقيةَ في الذّاكرةِ فيكمُنُ في انتظارِها بذاتِ القدرِ الذي يستقرُّ في مضامينِها ويزدحمُ بينَ سطورِها.

وعلى النّقيضِ من ذلك ما نشهدُهُ في أيامِنا هذه الّتي لا جرمَ أنّها تعجُّ بمظاهرِ الحداثةِ وصورِها على شتّى الأصعدةِ ومختلفِ المجالاتِ، إذ فقدتِ الرّسائلُ قيمتَها، ولا أعني بذلك المضمونَ دائمًا -مع أنّي أرجّحُ ذلك-، ألمْ يفقدِ المضمونُ روحَه، و قدرَتَه على إيصالِ ما أرادهُ المرسلُ بعمقٍ من خلالِ العزوفِ عن استخدامِ الگلماتِ المنمّقةِ، والصورِ المُلهِمةِ الموحيةِ في كتابةِ رسالتِهِ!!! 

وعليه فلمْ يعدْ هنالك أثرٌ يُذكَرُ لتلكِ اللّهفةِ الجيّاشةِ في انتظارِها، فأصبحتْ تصلُ بثوانٍ معدودةٍ تحملُ في طيّاتِها سلاحًا فتّاكًا يقتلُ شوقَ النّفسِ التّوّاقةِ لمعرفةِ مضمونِها .. ألمْ نفتقد ذلك الأثرَ العميقَ الّذي كانت تُحدثُه رسائلُ الماضي في أغوارِ النّفسِ وكوامِنِها؟؟ وما ذلك إلا من نِتاجِ الحداثةِ وآثارِها، وضربٌ من ضروبِ مخلّفاتِها، ولا أنفي بدوري ما أفادتهُ البشريّةُ منها وما أحدثتهُ من تقدّمٍ وازدهارٍ، ويُحيلُنا ذلك المشهدُ لشعرِ أبي البقاءِ الذي أنشأَ يقول: "لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ".