صندوق دعم البحث العلمي والتطوير في الصناعة ينفذ برامج تدريبية فنية متخصصة لدعم القطاع الصناعي   |   بنك الاتحاد يفوز بجائزتين مرموقتين من 《The Global Economics Awards》 البريطانية لعام 2025   |   خلال جولة ميدانية للاطلاع على جاهزية منشآت دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات 2026   |   حزب الميثاق الوطني ينظّم فعالية بازار وكرنفال مأدبا   |   《الإعلام النيابية》 تزور نقابة الصحفيين   |   شكر وتقدير لإدارة مستشفى الاستقلال والكادر الطبي والتمريضي.    |   اليوم العلمي الثاني للجمعية يسلّط الضوء على توظيف الذكاء الاصطناعي في المختبرات الطبية   |   أبوغزاله يستقبل سفير الصين في الأردن ويؤكد استعداده للتعاون في مختلف المجالات   |   الحاج فريد لطفي الجعفري في ذمة الله   |   《عربية السيدات》 تنطلق بنسختها الثامنة برعاية كريمة من الشيخة جواهر القاسمي   |   أداء مشرف للنشامى يستحق الاحتفاء به    |   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   |   الدكتور ابراهيم بريزات يكتب :حين يتحوّل المنتخب إلى وطن   |   يزن نعيمات مثالاً؛ هل يغطّي الضمان إصابات الملاعب.؟   |   صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025   |   《البوتاس العربية》تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   |   أبوغزاله يستقبل سفير الصين في الأردن ويؤكد استعداده للتعاون في مختلف المجالات   |   جامعة طلال أبوغزاله والمركز الأكاديمي يوقعان مذكرة لإنشاء أول جامعة رقمية عراقية   |   استثمار الطاقات المحلية لتعزيز النمو الاقتصادي   |   البدادوة يطمئن على نجم المنتخب يزن النعيمات    |  

حرية الصحافة.. نحن أمة لا ينير طريقها إلا الزيت الأجنبي .. فلحة بريزات


حرية الصحافة.. نحن أمة لا ينير طريقها إلا الزيت الأجنبي .. فلحة بريزات

حرية الصحافة.. نحن أمة لا ينير طريقها إلا الزيت الأجنبي

فلحة بريزات

ما الذي ينقصنا لنكون في مقدمة الدول الراعية للحريات؟، ولم الخوف من منح صحافتنا مساحة للرقابة الذاتية؟ لم لا تطلقوا حريتها وتفكوا قيدها وتدعموا صمودها؟. أليست مؤسسات وطنية راشدة تضم بين جنباتها أجيالاً من ذوي الخبرة، والوعي الوطني، المتنور، القادر على المواءمة بين الحرية والمسؤولية إذا تحرر من رهانات السياسي والأمني وتداخلاتهم؟.

لعل شعار "حرية سقفها السماء" من أكثر الشعارات المنتهكة في الواقع، فلا يوجد سقف مرفوع، ولا حرية ناجزة تحظى بها الصحافة اليوم، إذ أصبحت أشد ارتهانا لشهوة السيطرة، التي يتقنها اللاعبون في المشهد الإعلامي.

حقيقة لا غرابة  في ذلك، فنحن نعيش في زمن المتحور البشري، الذي يسعى إلى  تفريغ فائض جبروته في وعاء ضعفها، حيث  تحضر ضبابية المواقف وتلونها تجاه ما آلت إليه أوضاع مؤسساتنا الإعلامية والصحافية، وأن ضرورة انتشالها من واقعها لا يخرج عن نطاق دبلوماسية حياكة الصوف، التي أصبحت استراتيجية تتقنها الحكومات المتدحرجة.   

قد نكون بحاجة إلى من يذكرنا بسوء حالنا من خارج الرحم المحلي، فنحن أمة لا ينير طريقها الا الزيت الأجنبي؛ بما يمليها عليها من إراشادات، وتصنيفات تبصرنا بأن سقف حريتنا آيل للسقوظ، وعلى حافة الهاوية، وأن ميزان عجزنا الحقوقي آخذ في الصعود ما دامت تشريعاتنا النافذة، أو مشاريع قوانينا، قد يخدش عورتها الحياء، إن خلت من نص مقيدٍ لحرية نفس، أو تعبير. 

وبنظرة موضوعية الى الواقع الحالي لمسيرتنا الإعلامية، وبالرغم من عمليات التكحيل والتجبير لها، إلا أن حالها كالمستجير بالنار من الرمضاء، فالرسمي يكبل معصم الإعلام العام، أو ما يسمى، من باب ذر الرماد بالعيون، "إعلام الدولة" المليء بالقيود، وأصبح في أحسن حالاته منصة للنفي وتصحيح زلات وشطحات المسؤولين؛ ما أسهم في خلق حالة من عدم  الرضى عن الآداء شعبياً، تنضم إليه الحكومة، التي كلما دق الكوز بالجرة، تعزف له على وتر إعادة الهيكلة، ووصفة فائض عن الحاجة، وكأن العلة بهم، وليست بسياساتها المتحورة. 

وعلى الطرف الآخر، لا يبدو الأمر بأفضل حال، فالصحف؛ وبكل ما تملك من وقار، تعاني من ظلم ذوي القربى، فمن إغلاق لصحف أحدثت فرقاً، وكان لها حضورها في المشهد الإعلامي إلى تسييل الأدمغة  بمقاربات وحلول ساهمت متآلفة في إضعاف دورها، وفي إخلاء الكثير من سدنتها لمواقعهم قسراً، وتحت طائلة المسؤولية.

نعلم أن الأردن ليس استنثاء بالنسبة لمنظومة الحريات العامة، فالعالم الثالث لا يجمعه شيء غير حالة الوهن والتردي، وغياب شبه كامل لبيئة سياسية وتشريعية آمنة، هذا إذا اسقطنا حراسة حكومات الظل (المؤتمنة) على كل نفس وكل حرف. 

لا مناص اليوم، في ظل المتغيرات الجديدة وتنامي دور وسائل الاعلام الاجتماعي، من رفع القيود عن المؤسسات الإعلامية والصحافية، وتغذية تربة البيئة الوطنية بقوانين حاضنة للحريات المدنية، التي باتت صفة لازمة في مسيرة الإصلاح  الشامل، الإصلاح، الذي لا نريد أن يبقى مجرد عناوين تحضر وفقاً للمتغيرات في البيئة المحلية والدولية.

 نريد نقاط التقاء يجتمع عليها الأضداد، فالصحافة الحرة لاعب رئيس في كل قضايا الوطن محلياً وعالمياً، وعلى السلطات التنفيذية، والتشريعية والقضائية، أن تنظر بالجزئيات، التي أضعفت حضور الصحافة في القضايا الوطنية، فسياسة الإجهاز عليها ستدفعنا بعيداً عن طريق  التحول الديموقراطي، الذي ما زال حلماً بعيد المنال.

إننا نؤمن بحرية سقفها المسؤولية الأخلاقية والوطنية، ونريد رسم نقاطٍ مضيئة في سجلنا الوطني نحن صانعوها...