بمناسبة «عيد الفصح»: نماذج لعطاء قامات مسيحية فلسطينية   |   سامسونج للإلكترونيات تعلن عن إرشادات الأرباح للربع الأول 2024    |   مذكرة تعاون لتنظيم 《مهرجان تخيل اللويبدة》 الشهري   |   الحاجة جميلة راضي الجوهري (ام عادل) زوجة عبد الكريم إبراهيم الخياط في ذمة الله   |   أورنج الأردن تحتفي بعمال الوطن في يوم العمال   |   حازت كيا EV9على جائزة 《الأفضل على الإطلاق》من 《ريد دوت》 في فئة تصميم المنتج   |   سباق الأطفال ينطلق غداً   |   عمان الاهلية تتميز بمشاركتها في معرض الخليج 14 للتعليم في جدة ... صور    |   عمان الأهلية توقع مذكّرة تفاهم مع مركز اللغات الحديث   |   إعادة تعريف التعليم لعالم رقمي   |   برنامج Jordan Source شريك الابتكار الرقمي الرسمي لهاكاثون الذكاء الاصطناعي التوليدي التابع لشركة MENADevs   |   تعلن جامعة فيلادلفيا عن توفر بعثة لحاملي درجة الماجستير للحصول على شهادة الدكتوراه   |   عائلة المراعبة تقدم بالشكر للدكتور نسيم المحروق مستشار الكلى والدكتور نائل الشوبكي مستشار القلب وكادر مستشفى الاستقلال   |   أورنج خلوي تحصل على تمويل من البنك العربي بقيمة 30 مليون دينار لسداد مستحقات رسوم ترددات   |   《مبادرة الأمل》 بنسختها الثالثة تكرّم الشباب العربي المتميز في مجال الإعلام   |   سامسونج تستعرض أحدث تقنياتها للحياة المتّصلة وأجهزتها المدمجة الجديدة في 《يوروكوتشينا 2024》   |   لافارج الإسمنت الأردنية تعقد إجتماع الهيئة العامة العادي السنوي   |   مشاركة ممثلة اتحاد قيادات المرأة العربية في الاردن   |   القمة العالمية للمحيطات تنعقد بنسختها الإقليمية في الأردن: فعالية مميزة في منطقة الشرق الأوسط   |   طالبة 《حقوق》 عمان الأهلية تحصد المركز6 عالميا ًبمنافسة التحكيم التجاري الدولية وتترشح لمنح بجامعتين بريطانية وأمريكية    |  

زكي بني ارشيد : ولا يزالون مختلفين


زكي بني ارشيد :  ولا يزالون مختلفين


في قصيدته :
( يا نائـح الطلحِ) المتميزة بمطلعها ومتنها يهتف أمير الشعراء أحمد شوقي ويقول :
يا نائـح الطلحِ أشباهٌ عواديـنا ... نشْجى لواديـك أم نأسى لواديـنا...
فإنَ يَكُ الجنسُ يا ابن الطَّلْحِ فـرّفنا ... إن المصائب يـجـمعـنَ المُصابيـنا.

إنْ كانت المصائب حقاً يجمعن المصابينا، فإن الجوائح تستدعي الطواعينَا.

في مقدمة تاريخه وبعد أن كتب ابن خلدون عن الأهوال التي رافقت الطاعون الذي اجتاح العالم عام 749هـ - 1348م ، ختم بالقول: «وإذا تبدلت الأحوالُ جملةً، فكأنما تبدل الخلق من أصله، وتحوّل العالم بأسره، وكأنه خلقٌ جديدٌ، ونشأةٌ مستأنفةٌ، وعالَمٌ مُحدَث».
في قراءة الجائحة ومواجهتها إختلف الناس في كل شيء، ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )
اختلفوا من البدايات هل الكورونا تطور طبيعي لطفرة جينية للفيروس؟ ام أنه منتج برمجيات جينية خبيثة مصنعة في مختبرات بيولوجية؟
واختلفوا في هوية القاتل الصغير هل هو صيني؟ ام أنه أميركي؟
سخروا منه واستخفوا بقدرته قبل أن يجتاح الكون ويفتك بالكثير من ضحاياه.!
تبادل الفرقاء الاتهامات بإخفاء المعلومات وعدد المصابين، والتوظيف السياسي والايدلوجي لتفسير الجائحة ونتائجها، واختلفوا أيضا في طريقة المواجهة من الحجر الصحي ومنع السفر وحظر التجوال والتباعد الفيزيائي مقابل تحدي الفايروس واستمرار عجلة الإنتاج و( مناعة القطيع).
اختلفوا في تقدير ألموقف، وقراءة المستقبل، وهو الأهم وتخلى الكثير من المحللين والمفكرين عن فضيلة التواضع في استقراء المستقبل، واصبح الجميع أو الغالب يتحدث بلغة اليقين الذي لا يحتمل الخطأ عند النظر إلى ما بعد الكورونا اهو عالم جديد ونظام كوني سينشا على انقاض النظام المتهاوي؟، ام أنه نسخة محسنة من النظام القائم؟
واستطال الخلاف أيضاً على هوية وما هية القادم الجديد!
حسب نظرية
الشواش العميقة ( deep chaos ) : فإما أن تعيد
1- المنظومة تنظيم ذاتها في مستوى أعلى من التطوير والتحسين وتلاشي الثغرات والتذبذبات والمفآجات أو
2 - تنحل وتتلاشى تلك المنظومة، فيما يُسمى بمرحلة التحول الطَّوري بفعل المؤثرات القوية على المنظومة بكاملها، وتصبح الحالة أكثر تعقيداً من حالتها الابتدائية، بتشعباتها الثلاثة، (الهادئة أو الكارثية أو الانفجارية) ، حيث يكون التحول مفاجئاً ، والانتقال سريعاً من نظام إلى آخر، يقوم على مفاعيل الاقتصاد التشاركي والاستخدام الامثل للموجودات والتخلص من الحمولات الفائضة من التوظيف والبطالة المقنعة ذات الطابع الاسترضائي، باتجاه حوكمة عالمية اكثر رشدا يعقلنها الخطر غير العقلاني المتأتي من شواش الثورة الصناعية الرابعة ؟
المستقبل المفعم بالاحلام السعيدة يعتمد على تشكل القناعة لدى الدول العميقة الفاعلة ذات النفوذ والقدرة بأهمية البناء الجديد أولاً وإمكانية التعاون وليس التصارع بينها ثانياً.
من سيقود التغيير؟
إن كان البعض يعتقد بحماسةً مفرطة بأن الصين بنظامها الشيوعي والشمولي هي الوريث الجديد لقيادة البشرية بعد أن تهاوت الرأسمالية تحت مطارق الجائحة الكورونية،
يرجح آخرون قدرة وإمكانية ( أميركا الجديدة) في قيادة التشكيل الجديد الذي يتطلب حجما من التغيرات التي ستطرا على البنية الأميركية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية ؟.
النظريات والديناميات الفاعلة لن تسمح بالعودة إلى المرحلة التي مزقتها الجائحة ولم تعد صالحة للبقاء، كما أن منطق الحرب الباردة وسباق التسلح وعسكرية الفضاء، وأسطورة نهاية التاريخ قد تلاشت من الذاكرة والوجدان، وأصبحت من المخلفات منتهية الصلاحية وغير القابلة للاستمرار.

باختصار بدأت الرحلة نحو المستقبل الخالي أو المتخفف من الكوارث المصنوعة بأيدي البشر، مع حفظ الأمن العالمي والسلم الدولي بعد أن فشل مجلس الأمن في مهمته التي أنشأ من أجلها، لكن ذلك لن يتحقق ما لم تنتهي الفجوات الإنتاجية بين الشمال والجنوب بغزارة المنتج وعدالة التوزيع ، بحيث لا تتفشى بقع الفوضى والاضطراب التي ستهدد العالم من جديد
الرحلة انطلقت بقوة وعنفوان وبدأت بترجمة تطبيقاتها العلمية والعملية وستصل إلى محطتها الأخيرة مهما كانت المعيقات.
زكي بني إرشيد
2020 /11/04
،https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=988533581544265&id=100011628977530https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=988533581544265&id=100011628977530