أحمد عكور - تواصل تيارات مختلفة وشخصيات شغلت مواقع متقدمة في الدولة الأردنية العمل على قدم وساق تحضيرا للمرحلة القادمة التي تعقب إقالة حكومة الدكتور عبدالله النسور، حيث سيتم تشكيل حكومة جديدة لإجراء الانتخابات النيابية ومن ثمّ تتقدم هذه الحكومة بطلب الثقة من المجلس الثامن عشر، كما أسرّ مصدر سياسيّ عامل لـجو24 في وقت سابق.
المصدر أكد لـجو24 أن رئيس الحكومة الانتقالية سيكون ذاته الذي سيتقدم بطلب الثقة من مجلس النواب الثامن عشر، وان الاعلان عن اسمه سيكون نهاية شهر أيار القادم في أفضل الأحوال، حيث سيتم اقالة حكومة النسور وحلّ مجلس النواب عقب نهاية الدورة العادية منتصف الشهر القادم، وهو ما دفع التيارات المختلفة والشخصيات الطامحة لتكثيف جهودها الرامية لتسلم الراية خلفا للنسور.. الذي لم تؤكد المصادر انتهاء عمره السياسي بعد وربما يحدث السيناريو الأسوأ للأردنيين وهو عودة النسور إلى الدوار الرابع من جديد!
رئيس الوزراء الأسبق، سمير الرفاعي، يبرز كواحد من أكثر الخيارات المفضّلة والتي تبذل جهودا مضاعفة لحسم الموقف لصالحها والحوز على كرسي الرئاسة في الدوار الرابع.
الرفاعي وإن كثّف تحركاته واتصالاته وكثّف جهوده إلا أنه لا يعتمد على فريق عمل متكامل كما هو الحال لدى غيره، فالرجل يعتمد سياسة "ون مان شو"؛ يجري اللقاءات بشكل دائم ومستمر ويلتقي زملاء ومناصرين له إلا أنّه يستند لتحالف ضعيف نسبيا وهشّ مقارنة بمنافسيه.
لقاءات الرفاعي كما يصفها مراقبون لم تتجاوز كونها "تنظيمية" تهدف للبقاء في دائرة المنافسة ولكنها ليست عملية، هو أشبه بالصياد يرقب هدفه ويتابعه ويتقدم نحوه خطوتين ثم ما يلبث أن يتراجع واحدة...
مقابل "استحياء" الرفاعي وقلة تنظيمه يبرز تيار يخطو بـ"نَفَسْ" رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، هذا الفريق يبدو أكثر تماسكا وترابطا من منافسيه؛ فهو يعمل بروحية الفريق الواحد وهنالك تواصل دائم ومستمر فيما بينهم.
تيار عوض الله لا يجد له منافسا غير الرفاعي، ويعتقد أن الأخير هو العقبة الوحيدة التي تحول بينه وبين الظفر والسيطرة على الحكومة القادمة، كما أن لدى هذا التيار ايمان بأنه تمكّن من اقصاء المحافظين بشكل نهائي ولم يبقَ عليه غير الرفاعي..
أمام ضعف وهشاشة فريق الرفاعي يبدو "عوض الله" متكئا على فريق عمل ضخم يروّج له ويمهّد الطريق أمامه لزيادة قوته في المواقع الرسمية.
في مقابل عوض الله والرفاعي، يبرز توجه مفاجئ لاختيار شخصية اقتصادية وادارية مرموقة ولها خبرة في هذا المجال، ولعل أقوى الأسماء المطروحة على الساحة هو وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات، الذي يمتلك خبرة طويلة في المجال الاداري والاقتصادي.
فيما تبدو فرص رئيس ذوو خلفية عسكرية ضئيلة للغاية، حيث أن مهمة الحكومة القادمة اقتصادية بامتياز وليس ما دون ذلك..
بين تيار عوض الله والرفاعي سيشهد الأردنيون معارك خفية وتبادلا للضرب تحت الحزام، ووحدها الأيام من سيظهر صاحب الغلبة في تلك الحرب.