جراح عظام محترف يجري جراحة نادرة نتيجة تشوه في الساق طال لمدة 16 عامًا
الدكتور عطية يعيد البسمة إلى شفاه طفلة بعد طول معاناة مع تقوس الركبتين
دبي، الإمارات العربية المتحدة، ("ايتوس واير"): تمكن الإخصائي جراح العظام والمفاصل في مستشفى الإمارات الدكتور محمد عطية من علاج شابة في السادسة عشر من العمر تُعاني من تقوس الركبتين، والتواء شديد سبب لها آلاماً حادة ومعاناة شديدة، قبل التماثل للشفاء التام، وممارسة حياتها بشكل طبيعي، بفضل خبرة الدكتور عطية الذي يمتلك دراية تامة في إجراء هذا النوع من الجراحات، نظراً للتدريبات المتقدمة التي تلقاها في هذا المجال.
وكانت المريضة اليافعة تُعاني من آلام حادة واضطرابات في المشي بسبب تقوس الساقين، ولم تكن قادرة على السير بشكل طبيعي، ولا على أداء الكثير من المهام والأنشطة اليومية بسبب الألم الشديد، وكانت بحاجة ماسة للمساعدة لتصحيح هذا التشوه.
ويمتلك الدكتور عطية أكثر من 12 عاماً من الخبرة في جراحة تقويم العظام، وهو حاصل على درجة الماجستير والدكتوراة من كُلّية الطب في جامعة القاهرة، ويُعتبر الخبير المناسب لتقديم الحل الأمثل لتلبية احتياجات المريضة.
وتطلبت حالة المريضة إجراء جراحة تخصصية تدعى "جراحة شق عظمى اسفل عظمة الفخد" وتركيب مثبت خارجي دائري يُعرف باسم "إطار تايلور سبشيال" لتصويب الساقين وتصليح الخلل الذي سبب معاناة للمريضة. وتم تصميم الإطار لتصحيح التشوه تدريجياً، ويتطلب تركيبه وجود خبير مؤهل تلقى تدريبات متقدمة، على غرار التدريبات التي تلقاها الدكتور عطية في مستشفى هال رويال البريطاني ومستشفى شبايزينج في العاصمة النمساوية فيينا.
واستغرقت الجراحة أربع ساعات بسبب وجود التشوه في كلا الساقين. وتمكن الدكتور عطية وفريقه من تنفيذ الأسلوب الدقيق لتصحيح التشوه بمعدل 1 درجة أو 1 ميليمتر يومياً لمدة ثلاثين يوماً، باستخدام إطار تايلورسبشيال. وبسبب ضرورة شق العظام خلال العملية، كان على المريضة الانتظار لمدة ثلاثة أشهر حتى تلتئم العظام، وتصحيح الخلل بفعالية. وتلقت المريضة علاجات متابعة مرة أسبوعياً خلال الأشهر الأولى بعد الجراحة، ومرة كل أسبوعين خلال فترة انتظار إلتئام العظام.
وتُعتبر هذه الجراحة التي أجراها الدكتور عطية وفريقه من الجراحات النادرة في الإمارات العربية المتحدة. وقال الدكتور عطية: "بالنسبة للجرّاحين القادرين على إجراء هذه الجراحة، أعرف القليل منهم في الإمارات. وخلال إقامتي في دبي لمدة سبع سنوات، حضرت الكثير من ورش العمل والمؤتمرات، ولم ألتقي بأي جراح آخر متخصص في هذا النوع في جراحات العظام".
ويمتلك الدكتور عطية الخبرة اللازمة لإجراء هذه الجراحة العظمية التي تحتاج إلى مهارات طبية تخصصية نوعية ونادرة، وقد تمكن على مدار سبع سنوات من علاج نحو 45 مريضاً يعانون من تشوهات نادرة في المفاصل مشابهة لحالة هذه الشابة. وقال الدكتور عطية: "عند علاج شخص يعاني من تشوه المفاصل من هذا النوع، يجب على الجراح أن يضع بالحسبان مدى الأعباء الجسدية، والمعنوية، والنفسية التي تثقل كاهل المريض، ولاسيما في حالة الشابة التي ما تزال في السادسة عشر من العمر، وبالتالي يمكن تخيّل مدى المعاناة والصعوبات التي كانت تعاني منها".
وأشار الدكتور عطية إلى أن أسعار هذه العملية الجراحية تتفاوت حسب الحالة، وأن معظم هذه الجراحات مشمولة بالتأمين، حيث يُغطي التأمين كامل نفقات العلاج بالنسبة لحالات التشوه غير الولادي والمجهول السبب. علماً بأن بعض أنواع هذه التشوهات يمكن تصحيحها بدون الاستعانة بالإطار. وقال الدكتور عطية حول ذلك: "يمكن تصحيح الحالات البسيطة من هذه التشوهات خلال فترة قصيرة وبدون الحاجة إلى استخدام الإطار. والعملية بحد ذاتها ليست باهظة الثمن. وللأسف، لا يوجد احتياطات يمكن اتخاذها خلال الحمل لأجل تخفيف مخاطر هذه الحالات. فيما يمكن أن تخضع هذه الحالات للمراقبة خلال فترة نمو المريض".
وأعرب الدكتور محمد عطية، عن فخره بتماثل المريضة للشفاء، وقال: "يبدو كل شيء على ما يرام الآن، فقد باتت الشابة قادرة على السير والحركة بشكل طبيعي وكامل". وهذا النوع من النتائج هو ما دفع الدكتور عطية إلى التخصص في هذه الجراحات والعلاجات العظمية النادرة، فقد عقد العزم على التغلب على صعوبات الحالات المعقدة. كما اكتسب الشجاعة بعد تلقيه تدريبات معقدة، والقدرة الكافية على إجراء هذه الجراحات التي يفتقر الكثير من الأطباء إلى المعرفة اللازمة في التعامل معها.
*المصدر: "ايتوس واير"