تحت رعاية سمو الامير الحسن مركز لندن للبحوث يقيم المؤتمر الدولي السادس .
أكد رئيس مركز لندن للبحوث والدراسات والاستشارات الاجتماعية الدكتور ناصر الفضلى أن المركز أنهى اللمسات النهائية لانطلاق المؤتمر الدولي السادس للمركز في الفترة من 16 الى 18 أبريل المقبل فى فندق رويال بعمان تحت عنوان ' الاتجاهات المعاصرة في مؤسسات التعليم ( إصلاح .. تطوير ) ' بالتعاون مع منتدى الفكر العربي ، وبرعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال والرعاية الفخرية للشيخ عبد الله القاسمي .
وأثنى في تصريح صحافي من المقر الرئيسي للمركز في العاصمة البريطانية لندن قبيل وصوله عمان لانطلاق المؤتمر على اهتمام ورعاية سمو الأمير الحسن راعي العلم والداعم القوي للبحث العلمي العربي ، كذلك معالى الامين العام لمنتدى الفكر العربي د. ابوحمور .
وقال الفضلي : إنَ مستجداتِ الحياةِ ومتغيراتِها المتلاحقةَ في السنواتِ الأخيرةِ أصبحتْ تفرضُ على كافةِ المتخصصين بقوةٍ التنادي للبحث في ماهية الارهاب ، وسبل الحد من آثاره المدمرة للمجتمع الانساني، وما يسببه من رعب وفزع، مخلفاً نازحين بالملايين من الدول التي تعاني ذلك المرض جراء عمليات تزهق الأرواح التي حرم الله إزهاقها في كل كتبه السماوية.
وتابع : ولم يقتصر ارهاب اليوم على أفعال يرتكبها فرد أو مجموعة لنيل منافع مالية أو سياسية فحسب، بل امتد ليشمل حملاتِ واسعةَ تشنها بعضُ الدُّولِ لفرضِ سياساتٍ أو اتِّجاهاتٍ داخليَّةٍ ما، وهو ما يُعرفُ بالاستغلالِ غيرِ المشروعِ للحربِ على الإرهابِ من أجلِ تحقيقِ التغييرِ الدِّيموغرافيِّ، وأثرهُ في مكوناتِ المجتمعاتِ.
وهكذا تحوَّلَ الإرهابُ إلى أداةٍ من أدواتِ تنفيذِ السياسةِ الخارجيَّةِ، ووسيلةٍ من وسائلِ التَّدخُّلِ في الشؤونِ الدَّاخليَّةِ للدُّولِ الأخرى، ولاشكَّ في أنَّ هذا يؤدي إلى تأزُّم العلاقاتِ بينها، ما يدفعُها في نهايةِ الأمرِ إلى القطيعةِ أو إلى نزاعاتٍ مسلحةٍ تُدمِّرُ المجتمعاتِ.
وشدد الفضلي على أنَ الإرهابَ الَّذي أصبحَ ظاهرةً عالميَّةً، رُبَّما تَسبَّبَ في انهيارِ مجتمعاتٍ ، لا ترتبطُ بمنطقةٍ أو ثقافةٍ أو مجتمعٍ أو جماعاتٍ دينيَّةٍ أو عرقيَّـةٍ معيَّنةٍ، بل إنَّ مفهومَهُ أشملُ بكثيرٍ ، إنَّهُ معركةُ الوعي التي تعيشُها مجتمعاتُنا ، وهو من أخطرِ الظواهرِ التي تواجهُ المجتمعَ الدَّوليَّ حاليًا ، وتبدو خطورَتُه جليةً من خلال تنامي أعدادِ ضحاياه، وعِظَمِ الخسائرِ الماديَّةِ الناجمةِ عنهُ في ظلِّ النظامِ الاقتصاديِّ الدَّوليِّ الجائرِ، ودورِهِ المحوريِّ في خلقِ حالاتِ العَداءِ بينَ شعوبِ العالمِ المختلفةِ .
وأضاف : إن منتدى الفكر العربي الذي يتعاون مع المركز في تنظيم المؤتمر السادس قدم كثير من أوجه التعاون حتى الآن في سبيل الإعداد لانطلاق المؤتمر ولا زلنا ننتظر منه الكثير ، فهو معين لا ينضب في دعم الأفكار اللوجستية والتنمية البشرية ، مشيرا إلى الجهد الكبير الذي يبذله أمين عام منتدى الفكر العربي أ . د محمد أبو حمور لإنجاح المؤتمر ، كما أثني الفضلي على كل فريق عمل مركز لندن وعلى رأسه رئيس لجنة التحكيم العلمية د. انعام يوسف .
أمين عام المؤتمر
من جهتها قالت الأمين العام للمؤتمر د . حفصة الغريب : مخطئ من ظن أن قضية العنف والصراعات الدامية في حياة المجتمعات الإنسانية أمراً مستحدثاً أو نادراً ، لا يتوقع المرء وقوعه في ظل تدافع الحضارات ، فالتغيرات والمنعطفات الكبرى، كثيراً ما تقترن في الأذهان بأحداث وصراعات دامية ، وهي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرة الى ان الاقرار بوجود المشكلة أول مسببات حلها ، فيقينا لابد أن نعترف بأن ظلاما يخيم على حياتنا مؤخراً جراء تلك الظاهرة الدولية الخطيـرة العابرة للحدود والأوطان – الإرهاب الأعمى – بعد أن باتت تشكل تهديدًا لأمن واستقرار مجتمعاتنا، ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وأصبحت تضرب غير مكان في العالم لاسيما منطقتنا العربية .
ودعت الغريب الجميع إلى التفاؤل بقدرتنا على عبور هذا النفق نحو رحاب واسعة من النور تنقل مجتمعاتنا الى حقبة جديدة من النهضة والتطور عقب هزيمة هذا العدو المتربص بمقدراتنا ومستقبل أبنائنا ، ولما لا وقد دعينا عبر كل الأديان السماوية الى إعمال التفاؤل والأخذ بأسباب التقدم والنجاح .
وتابعت : كما ينبغي علينا ونحن نواجه ذلك المرض الخطير ألا ننسى حماية مستقبل أمتنا المتمثل في فلذات أكبادنا وهم شباب غد الأمة، فلا يجب أن نتركهم عرضة لأصحاب الفكر الضال ، لأن من شذ بفكره وانحرف بجهله وقع في المحظور ، فتجهز عليه تيارات الغلو والإرهاب في مدها الجارف فتراه يقوم بارتكاب أفظع الجرائم باسم الدين.
المدير التنفيذي
من جانبه قال المدير التنفيذي لمركز لندن د. محمد عبد العزيز : يأتي انعقاد المؤتمر الدولي السادس للمركز في خضم ظروف صعبة تمر بها المنطقة تؤثر سلبا في العالم العربي ، وهو ما دفعنا الى البحث في هذا الموضوع المهم ليتدارس فيه الباحثين قضية الارهاب عبر ستة محاور قدم من خلالها 90 باحثا من 12 دولة عربية 78 منتجا علميا قويما أشرفت علي تحكيمه كوكبة علمية متميزة من أساتذة مركز لندن .
وأضاف عبد العزيز ان التحضير لهذ المؤتمر مر بمراحل ومنعطفات كثيرة لكن كان في كل مرحلة الإصرار على اقامته هو سيد الموقف.
وكشف عن حقيقة مفادها ان اكثر من 150 باحثا تواصلوا مع المركز للمشاركة في هذا المحفل العلمي الكبير الذي يناقش محاور شديدة الأهمية في وقتنا هذا ، داعيا الباحثين بمختلف انتماءاتهم وتخصصاتهم إلى عدم ترك الساحة الاستطلاعية للبحث العلمي لتفرد الرأي الغربي فقط في قضايانا ، بل عليهم المشاركة فيها بقوة للحد من نتائجها السلبية خاصة التي تساء فيها المفاهيم .
ورجا أن تترجم توصيات المؤتمر الى واقع عملي يخدم قضايا الأمة ويصحح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، ويشكل سداً منيعاً ضد تداعيات الإرهاب الاقتصادية والاجتماعية في العالم أجمع لتكون دعوة سلام وامان لكل شعوب العالم .