عن الفوسفات .. بعد الخروج من النفق!!
ليس لدى هذه الادارة الحالية للفوسفات ما تخفيه، فقد مضى زمن منذ تضميد الواقع الموروث. وكان لابد من الشجاعة لاعادة انتاج واقع جديد اكثر املا وتطلعا لخدمة اهداف الشركة واكثر شفافية بعد موجة التعتيم التي ضربت مواقع عديدة للفوسفات ..
كثيرون عبّروا وكان في فمهم ماء. وقليلون تحدثوا بموضوعية، ولان الجمهور يحب الاثارة فان الصدق واعادة تعريف واقع الشركة لم يسغ للبعض ممن احترف التشكيك وجعل من كل الظن وليس بعضه اثما ..
عادت الفوسفات الى الارقام الواقعية والى معالجة الندوب ومواقع الوهن وخاصة في بعد التسويق ومن قبل التنجيم وواجهت الادارة تحديات متراكمة واخرى مستجدة لها علاقة بالتسويق والمضاربات وحرق السوق وتربع جهات معينة فيه او عليه ..
كانت الشركة قد تغلبت على ضعف تسويق الخام ورخص اسعاره وكلفة تصديره وتحويله الى صناعات موازية شاركت فيها بلدان مستوردة من جنوب شرق اسيا وخاصة الهند ..
ووجد متخذو القرار في الفوسفات انه لابد من تنوع المنتج وتنوع اساليب التسويق واسواقه وقد وقعت نجاحات عديدة في هذا المجال .. وحين بدات الاسعار العالمية للفوسفات تتراجع والانتاج يُغرق السوق كان على الادارة ان تنهض باعباء عمل اكثر واكبر فكان توجه رئيس مجلس الادارة السيد عامر المجالي الى المغرب المنافس الاكبر وصاحب الرصيد الاعلى في انتاج الفوسفات وتصديره .. وقد تاثرت المغرب ايضا وكانت الجهة المعنية بالفوسفات هناك وهي قريبة من القصر الملكي قد استقبلت الموفد الاردني رئيس مجلس الادارة الذي اقتفى اثر والده المرحوم عبد الوهاب المجالي صاحب الفضل الاول في نقل الفوسفات الى العالمية وتعزيز العلاقات التسويقية وبناء حوار مغربي اردني حول هذه السلعة .. وقد رايت في المغرب حين زرتها قبل عدة سنوات صورا لزيارة عبد الوهاب المجالي ووفد معه ميزت منهم السيد ثابت الطاهر الذي عمل في الفوسفات في موقع متقدم منذ سنوات طويلة ..
ومن اجل التنسيق بين اكبر مصدرين للفوسفات في وطننا العربي كانت اللفتة الملكية للعاهل المغربي في استقبال الوفد الاردني وجرى الادراك بان اختلال السعر العالمي وضعف الاسواق وتعدد الجهات المنتجة وتنافسيتها مازال يشكل التحدي الاكبر ..
اليوم .. الجهد الاردني يتضاعف وادارة الفوسفات اذ تقلب الدفاتر القديمة كمنجم الرصيفة فان ذلك يقوم من رغبة في اعادة تاهيل المنطقة والتاكد من سلامتها البيئية وايضا النجاح في جعل جهات دولية تمول ذلك في خطوة اقرب الى تدوير المنتج والاستفادة منه وعدم ترتيب اي كلف وطنية لانجاز ذلك ..
لن اذهب الى لغة الارقام مرة اخرى لان الارقام النافرة التي سجلت قبل عدة سنوات كانجاز لم تكن حقيقية بما يكفي للاعتماد عليها او مقارنتها مع واقع الحال واذا كانت الفوسفات الان تعلي من قيمة الشفافية لانها بحاجة اليها ووسيلة من وسائلها لاعادة الاعتبار لاكبر شركة اردنية مشغلة للعمالة المحلية فلانها اي الفوسفات وهي تسعى لمراكمة الانتاج والارباح الى سد ثغرات مازالت ماثلة من كلفة مشاريع موازية او تابعة لم توفق ولم تنجح ورتبت ديونا ولذا فان النزف في الفوسفات حتى اليوم راجع الى سد تلك الثغرات ومعالجة ديونها واعادة تاهيلها من اجل الانطلاقة القادمة التي تضع الفوسفات الان اقدامها على طريقها وقد تاهلت لذلك ..
الجدية .. وهي عنوان هذه المرحلة . والفاعلية وهي الصفة الضاغطة على متخذ القرار في الفوسفات وصفات اخرى تبرز الان لاعادة الانتاج الى سوية جديدة ..
مئات الالاف انتفعوا من الفوسفات ومازالوا..
ولمرات عديدة وقعت تحولات لصالح العمالة التي خدمت في الفوسفات والتي نالت تقاعدا مبكرا او مضى على المتقاعدين عشرات السنوات فقد ظلت الفوسفات في ادارتها الجديدة منفتحة على الحوار وراغبة في ان تجعله واضحا ومقوننا وشفافا حتى تتمكن من الانطلاق بشكل واثق..
هذه فترة هدوء تعيشها الشركة بفضل مكانزما الادارة ومثابرتها ووصولها المستمر الى الميدان ومعالجتها لتطورات وتوترات الاسواق ورغبتها في تعزيز حصة الحكومة ورفد الخزينة وتسمية الاشياء باسمائها ..
ادارة الفوسفات منفتحة على الحوار وهي تدرك ان الاعلام سيف ذي حدين وان الذين باعوا الاعلام كثير من الكلام الذي لا دلالة واقعية له .. انعكس سلبا على الشركة التي تقتصد ادارتها في الكلام وتستبدله بالافعال في حين استمر النقد المستفيد من الفترة الماضية ومشاكلها في تصدير عناوينه دون البحث الدقيق في الواقع او الاطلاع عليه ..
الارقام متاحة وقد قرات الكثير منها ومن السهل الاطلاع على واقع الشركة وتوجهاتها واساليب معالجتها لمختلف القضايا . وهاهي تستعيد مصداقيتها وتزيح ما تراكم من شكوك وحملات كان اكثرها مغرض ..
فالشركة ملك الوطن وملك الاردنيين الذين جنوا ومازالوا يجنون منها المكاسب المتراكمة ..
نتفائل بعام فوسفاتي قادم يحمل لنا المزيد من النجاحات وذلك ليس بعزيز على ادارة تعمل بجد وتسعى وقد عقلت وتوكلت .