الخبز المهرّب” لا يشفع لحكومة الأردن على تلفزيونها.
الخبز المهرّب” لا يشفع لحكومة الأردن على تلفزيونها.
2017-10-24 /
07:51pm
المركب
فرح مرقة
تلكك الحكومة ورغيف الأردنيين الهارب..
يحق للأردنيين الخوف والتوجس وهم يستمعون لتصريحٍ "على الريق” لوزير الاعلام الدكتور محمد المومني عن "رغيف الخبز الاردني المهرب”، فهم في النهاية وفي ادبياتهم جميعا يعتبرون "الخبز″ غذاء الفقراء فكيف ان وضعته الحكومة تحت المراقبة بغية رفع سعره؟!.
الوزير وفي اتصاله الاسبوعي مع برنامج اخبار وحوار الذي يعرض على شاشة التلفزيون الرسمي صباحا، اعتبر ان الخبز هو الاكثر استهلاكا وانه يمكن ان يتم تهريبه كونه مدعوم من الحكومة، ما بدا وكأنه يقول بصراحة "نتلكك كحكومة لنرفع أسعار الخبز″، وهو ما لا يمكن ان يفوت الاردنيين التقاطه.
في ادبيات الاردني البسيط فان الفقير او ذو الحال العسير يحيا على "الخبز والشاي”، وحتى ذلك الرومانسي الشاب العاطل عن العمل تعده محبوبته بالعيش معه على "الخبزة والزيتونة”، والعائلة المستورة تقنع نفسها ان "الخبز الحاف بيعرّض الكتاف” وغير ذلك كثير من الامثال المحفورة في الذاكرة الجمعية الاردنية، التي تجعل ابناء المجتمع جميعا غير مهيئين لأي مساس برغيف خبزهم، ويجعل التحركات المناهضة للحكومة تزداد مع اي اعلان في هذا الاتجاه.
كما لا بد من ان تنتبه الحكومة لان احدا لا يشتري رواية "تهريب الخبز″ كمسوّغ لرفع الدعم عنه، بعدما لم يكن "التهرب الضريبي” مثلا مسوغا لضبط الضرائب ومواجهة المتهربين على مدار سنوات طويلة.
نعرف جميعا ان عمان تمر بضائقة مالية كبيرة، وان اخطاء سياسية واقتصادية فادحة ومتراكمة كانت السبب خلف ذلك، ولكن ان يدفع اصحاب "الخبزة وزيتونة” ثمن ذلك، بدلا ممن اخطؤوا فعلا من اصحاب "السيجار والكافيار” فهذا ايضا يجب اعادة الحسابات فيه!.