لقاء مع السفير الصيني في عمّان حول القوة الكامنة والفرص الاقتصادية في العلاقات بين الصين والأردن
السفير ويفانغ: لدى البلدين مصالح ورؤى مشتركة تجاه تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب
السفير ويفانغ: استثمارات صينية كبيرة في الأردن في الطاقة والتعليم والصناعة وتوفير آلاف فرص العمل
د. أبوحمور: الاستثمارات الصينية في الأردن تعتبر من أفضل الاستثمارات وهناك فرص لمزيد من التعاون
د. أبوحمور: العلاقات الأردنية الصينية متميزة وتساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم
د. أبوحمور: المبادرة الصينية لإحياء طريق الحرير تحقق تبادل المنافع بين الشعوب وتوفر تنمية مشتركة
المركب
عمّان- استضاف منتدى الفكر العربي في لقائه مساء الأحد 17/9/2017 سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية في المملكة الأردنية الهاشمية السيد بان ويفانغ، الذي ألقى محاضرة بعنوان "القوة الكامنة والفرص الاقتصادية في العلاقات بين الصين والأردن"، تحدث فيها حول أثر الاقتصاد الصيني، الذي يعد ثاني اقتصاد في العالم، وإمكاناته في تطوير التعاون بين البلدين من خلال الاستثمارات الكبرى وتوفير فرص العمل في الأردن؛ مشيراً إلى المصالح المشتركة بين البلدين، والبيئة الاستثمارية الخصبة في الأردن، وما توفره اتفاقيات التجارة الحرة من مزايا في المملكة.
أدار اللقاء وشارك فيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي د. محمد أبوحمور، الذي قال في مداخلته: إن العلاقات بين الصين والأردن تعتبر علاقات نموذجية، وقد شهدت تدرجاً منتظماً في التطور، يؤمل أن يزداد سواء على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والثقافي.
وأضاف د. أبوحمور أن لدى الأصدقاء في الصين كما لدينا نحن في الأردن تطلعات لمزيد من التعاون في مجالات التعليم والتدريب، والطاقة البديلة والمياه، والصناعات واليورانيوم، والاستثمار، ولا سيما أن المؤشرات توضح أن أفضل الاستثمارات في المنطقة الاقتصادية الحرة الأردنية هي من الجانب الصيني.
وأشار د. أبوحمور إلى أن هذا اللقاء مع سعادة السفير الصيني في الأردن يعتبر فرصة طيبة للحديث مجدداً عن العلاقات المميزة التي تربط بين الصين والأردن بشكل خاص وفي مجالات متعددة، وكذلك العلاقات التاريخية بين الصين والعالم العربي، في ضوء رؤى جديدة لتطوير هذه العلاقات بما يخدم القضايا المشتركة والشعبين الصديقين، والوئام في المجتمع الدولي.
كما أشار د. أبوحمور إلى أهمية الاطلاع على رؤى الأصدقاء في الصين للتطورات في المنطقة والعالم، ولا سيما أن موقع الصين كقوة عظمى يجعلها محط الأنظار في اتجاهات الأحداث ومعالجة القضايا والمشكلات، وبالذات فيما يخص القضايا العربية، والتعاون في مجالات الاقتصاد والاستثمار، ومكافحة الإرهاب. وقد ظلت مواقف الصين دوماً إلى جانب العرب وتأييد عدالة قضاياهم، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأوضح د. أبوحمور أن منتدى الفكر العربي هو المنبر الثقافي الفكري الأنسب للحديث عن مجموعة من المواضيع؛ في مقدمتها المبادرة الصينية لإحياء طريق الحرير الثقافي، التي بدأت قبل عدة سنوات (2014/2015)، وتهدف إلى إعادة روح السلام والتعاون والتسامح والانفتاح، وتبادل المنافع بين الدول والشعوب، وتحقيق تنمية مشتركة، وتوثيق الأواصر حضارية بين شعوب الشرق وشعوب العالم.
كما أشار د. أبوحمور إلى أن المنتدى كان أول مؤسسة فكرية عربية، بادرت بتوجيهات من رئيس المنتدى وراعيه سمو الأمير الحسن بن طلال إلى فتح آفاق الحوار العربي الصيني منذ عام 1986، وما يزال المنتدى يواصل سلسلة لقاءات وندوات هذا النشاط الحواري في كلٍّ من عمّان وبيجين، وهناك تحضيرات لعقد لقاءات جديدة خلال الفترة القريبة القادمة، مما يعتبر حصيلة غنية من المتابعات الواقعية لمختلف تطورات العلاقات العربية الصينية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، هي فترة حافلة بالأحداث في المنطقة والعالم.
من جهته، أوضح السفير الصيني بان ويفانغ في محاضرته أن المصانع الصينية العاملة في الأردن تحقق نجاحات على أكثر من صعيد، فضلاً عن أنها تنتج منتجات ذات جودة عالية للعلامات التجارية العالمية، وتحمل منتجاتها عبارة "صُنع في الأردن"، ومن ذلك أن الشركة الصينية للملابس في الأردن ستدرج في سوق بورصة نيويورك خلال العام الحالي. كما أن المصنع الصيني الذي يتخذ من مدينة العقبة مقراً له يعتبر نموذجاً ناجحاً في التعاون مع البلديات من خلال تزويدها بإنارات للشوارع موفرة للطاقة بنسبة تصل إلى 70% من الطاقة الكهربائية.
وأضاف السفير ويفانغ أن استثماراً صينياً بقيمة 1,6 مليار دولار لاستخراج النفط الصخري من أجل إنتاج الكهرباء في محافظة معان، من المتوقع أن يوفر 5,500 فرصة عمل للأردنيين.
وقال السفير الصيني إن الصين تساهم أيضاً بمبلغ 5 إلى 6 مليارات دولار في إنشاء المفاعل النووي الأردني لمساعدة المملكة على سد النقص في الكهرباء وربما تصدير الطاقة، وإن هناك المزيد من المستثمرين الصينيين يزورون الأردن لدراسة فرص فتح مصانع في كلٍّ من عمّان وسحاب والعقبة وإربد.
وفي مجال التعليم العالي، أشار السفير ويفانغ إلى أن الجامعة الصينية الأردنية ستشتمل على أقسام للأتمتة والإدارة التقنية والحواسيب، بهدف تقاسم التجربة الصينية في هذه المجالات مع الطلاب الأردنيين. وقال إن السفارة الصينية في عمّان ما تزال تنتظر قرار وزارة التعليم العالي بشأن الموقع الذي ستقام فيه الجامعة.
وأكد السفير أن البلدين لديهما مصالح ورؤى مشتركة تجاه تحقيق السلام ومكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم.