الكشف عن نتائج استطلاع صوت اللاجئين السوريين الشباب
اللاجئون السوريون الشباب لا يرجحون العودة إلى بلدهم بشكل دائم قبل انتهاء الحرب وخروجداعش
عمان، الأردن؛ 6 آب 2017: أظهرت نتائج استطلاع "صوت اللاجئين السوريين الشباب" - المكمل لاستطلاع أصداء بيرسون مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي 2017 - أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين الشباب لايرجحون العودة إلى وطنهم بشكل دائم، وأن انتهاء الحرب وخروج "داعش" هما العاملان الأهم بالنسبة لهم للعودة إلى سوريا. وركز الاستطلاع على آمال وتطلعات ومخاوف الشباب السوريين الموجودين ضمن مخيمات اللاجئين في لبنانوالأردن.
ولأجل الاستطلاع، أجرت شركة الأبحاث العالمية "بي اس بي ريسيرتش" 400 مقابلة مباشرة وجهاً مع لاجئين سوريين ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاماً. وكانت نسبة الذكور إلى الإناث منهم هي 50: 50 ممن يعيشون حالياًضمن مخيمات ومناطق اللاجئين في الأردن ولبنان.
ولدى سؤالهم "ما هو احتمال عودتك الدائمة إلى سوريا مستقبلاً؟"، أجاب 54% من المشاركين في الاستطلاع أنه من غير المحتمل ذلك، فيما رجح 42% منهم إمكانية العودة، وأبدى 4% عدم تيقنهم من الأمر. ولدى سؤالهم عنالخطوات التي ينبغي حدوثها حتى يستطيعوا العودة؛ أجاب 47% "انتهاء الحرب"، في حين قال 25% "خروج داعش من سوريا". وجاء بعدهما "تحسن الأوضاع الاقتصادية" بنسبة متواضعة بلغت 8%، و"رحيل بشار الأسد" بنسبة7%.
ويشير البنك الدولي إلى أن الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 6 سنوات كبدت اقتصاد البلاد حتى الآن 226 مليار دولار أمريكي. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة، فقد تسببت هذه الحرب بمقتل أكثر من 320 ألف سوري، ونزوح أكثرمن 6 ملايين شخص داخل البلاد، وتسجيل أكثر من 5 ملايين آخرين كلاجئين خارج سوريا وأغلبهم في مخيمات ومناطق اللجوء في الأردن ولبنان وتركيا والعراق.
وأشار معظم اللاجئين الشباب أنهم لا يعتبرون رحيل الأسد من منصبه شرطاً مسبقاً للتوصل إلى اتفاق سلام، حيث وافق أكثر من ربعهم وبواقع 27% على عبارة "من غير الممكن عقد اتفاق سلام طالما بقي الأسد في منصبه" مقابل71% اعتبروا أن "انتهاء القتال أكثر أهمية من رحيل بشار الأسد من منصبه", فيما أبدى 2% عدم معرفته.
وفي إطار تعليقه على الاستطلاع، قال روي حداد، مدير شركة "دبليو بي بي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "شكل 'استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر لرأي الشباب العربي' طيلة 9 سنوات مقياساً مهماً لمواقف الشباب فيمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع وصولنا إلى اللاجئين الشباب في المخيمات عبر هذا الاستطلاع الخاص، نوفر تمثيلاً وافياً وأكثر شمولية للشباب العربي اليوم".
ومن جانبه، قال سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أصداء بيرسون- مارستيلر": "تنطوي نتائج الاستطلاع على أهمية بالغة بالنسبة لصناع السياسات والمجتمع المدني من حيث استكشاف قنوات تواصل جديدة مع اللاجئينالشباب. وفيما تبدو خسارة سبل كسب العيش كارثة بحد ذاتها، يؤكد شعورهم العميق بالخيبة - والذي يتجلى بوضوح من خلال نتائج الاستطلاع - الحاجة إلى إيجاد حلول بديلة ودائمة لاستعادة تفاؤلهم من جديد. ونأمل أن تساعد نتائجاستطلاع 'صوت اللاجئين السوريين الشباب' جميع الجهات والأطراف المعنية في تحديد المزيد من الحلول الملموسة من أجل معالجة التحديات التي يواجهها هؤلاء الشباب".
وبالنسبة للشباب السوريين الراغبين بالهجرة إلى بلد آخر، وجد الاستطلاع أن أمريكا الشمالية هي الوجهة المفضلة بالنسبة لهم؛ حيث وضع 27% من المشمولين بالاستطلاع كندا على رأس القائمة، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 23%،ومن ثم ألمانيا ودولة الإمارات بنسبة 22% لكل منهما، وبعدها فرنسا بنسبة 14%، والمملكة المتحدة بنسبة 13%.
وفي نتيجة أخرى مرتبطة بالهجرة ولدى سؤالهم عما يمكن فعلهم لتحسين ظروفهم، قال أكثر من نصف اللاجئين وباواقع 56% - ولا سيما الرجال بواقع 67% – أنه يمكن لحكومات الاتحاد الأوروبي مساعدتهم أكثر عبر السماحبدخول مزيد من اللاجئين السوريين إلى بلدانها. بينما اعتبر 42% منهم أن تقديم المساعدات المالية للدول المضيفة مثل الأردن ولبنان سيساعد أكثر في هذا السياق، وتوزع المشاركون الذي اختاروا ذلك بنسبة 52% لدى النساءو32% لدى الرجال.
وينقسم اللاجئون السوريون الشباب في آرائهم حول تأثير روسيا على الصراع بين إيجابي بواقع 49% وسلبي بواقع 46%. وقال معظم اللاجئين السوريين الشباب (66%) أن تولي ترامب لرئاسة الولايات المتحدة لن يغير مسارالصراع في سوريا، كما يعتقد واحد من أصل كل 4 مشاركين أي 23% أن الوضع سيزداد سوءاً.
وضم استطلاع اللاجئين سؤالاً يمكن مقارنة نتائجه مع نتائج "استطلاع أصداء بيرسون مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي 2017" الذي رصد آراء الشباب في الدول العربية. ولدى سؤالهم فيما إذا كان تنظيم "داعش"الارهابي قد أصبح أقوى أم أضعف خلال العام الماضي، أشار 77% من اللاجئين السوريين الشباب إلى أن التنظيم أصبح أضعف، وهي نسبة أعلى بكثير مقارنةً مع نظرائهم في منطقة الشرق الأوسط عموماً، حيث قال 61% منالمشاركين في استطلاع رأي الشباب العربي إن التنظيم أصبح أضعف.