تعمير والغوص في طين المشاريع المقامة بأكثر من قيمتها.. ولا عزاء للمساهمين
عدنان شملاوي
القارىء والمحلل لميزانية تعمير يتوجب عليه ان يعتمر حذاءا واقيا من الاوحال لعدم الغوص في طين المشاريع المقامة بأكثر من قيمتها ، او المشاريع التي لم تنفذ ،
وعليه أن يرتدى سترة للنجاة لئلا يغرق في تحفظات مدقق الحسابات التي لا تنتهي
ميزانية منهكة ، مديونية عالية ، ونسب سيولة متدنية ،وخسائر متراكمة ومرشحة لمزيد من الارتفاع على الرغم من تخفيض راس مال الشركة من 211 مليون الى 86 مليون سابقا لاطفاء الخسائر الا ان الخسائر لا زالت تتراكم كتراكم النفايات في المشاريع ووصلت الى 32 مليون دينار في بيانات الربع الثالث للعام 2016 .
تحفظات مدقق الحسابات السبع وملاحظاته تكاد تشمل كل بنود الميزانية و يتم ادراجها بصورة متكررة ولا تجد الاجابات او الاجراءات المتوجب اتخاذها للرد على التحفظات او نعديل الخلل الممكن ان ينجم عنها ، او اعادة تقييم الموجودات حسب واقع الحال ....
تعمير التي اهدت البنوك واللصوص أموال المساهمين ولا زالت ترزح تحت وطأة الديون والقضايا وضريبة الدخل ، لم تتعظ ادارتها عن اسلوب التهويل والمبالغة حين اعلنت عن حصولها على مشروع في فنزويلا بالمليارات ....ليتبين لاحقا ان دور تعمير في المشروع هو الادارة وربما تحصل من ورائه على بضعة الوف من الدنانير لا تسد رمقا ولا تحي مشروعا ولا تسد دينا ولا تبث بارقة امل في قلوب المساهمين .
والسؤال الموجه الى عطوفة مراقبة الشركات ، وهيئة الاوراق المالية ..... اذا كانت مهمة مدقق الحسابات وضع ملاحظاته وتحفظاته على البيانات المالية ، فمن المسؤول عن اجبار ادارة الشركات على التبرير والتنفيذ ومعالجة التحفظات ..... لابد من وجود قانون يجبر الشركة على الالتزام بتصويب اوضاعها وفقا لتحفظات مدققي الحسابات ... والا فماذا ينفع الاعلان عن وجود لص في المنزل دون قيام الشرطة بالقبض عليه ، وماذا يتفع الاعلان عن وجود ورم في الجسم ان لم يقترن باستئصاله وكي الجرح خلفه .
سهم تعمير ارهقته ديون الشركة وخسائرها واداراتها المتعاقبة وهو يلهث للوصول الى خانة النصف دينار ويلاقي مقاومة شرسة على كافة الاسعار من سعر 48 قرشا فاعلى مقابل دعما على سعر 46 قرشا ولا عزاء للمساهمين ....