هل تخرج تعمير من النفق المظلم.. المساهمون ساخطون والمشروع الفنزويلي تهويل والاسهم تزحف.. وطلال يعيش يبرر

المركب

مروة البحيري

 

رغم محاولات الادارة الجديدة في شركة تعمير للنهوض والخروج من عنق الزجاجة وانقاذ ما يمكن انقاذه من المشاريع المتوقفة والمديونية العالية والخسائر الفادحة والقضايا العالقة الا ان محللون اقتصاديون وخبراء في شأن الشركات اكدوا ان الشركة لا تزال تزحف داخل النفق المظلم وسط تزايد مخاوف المساهمين الذي عاشوا الايام "السوداء" وخسروا ما خسروا من الاموال وصبروا على تبعات تخفيض رأس المال من 211 مليون الى 86 مليون دينار ولم تعد الوعود البراقة للادارة تثمر او حتى تقنع في ظل الارقام الموجودة ولم تتمكن تطمينات الادارة الجديدة التي تسلمت مهامها في تموز من عام 2015 من انهاء حالة الفزع والغضب التي تنتاب المساهمين.

 

الشركة العالقة في بحر الحجز على اموالها المنقولة وغير المنقولة اخذت تسير باتجاه بيع عقارتها رغم الصعوبات التي تواجهها كون هذه العقارات محجوز عليها ومن الصعب التصرف بها الا انها تمكنت من بيع عدة قطع اراض كان آخرها قطعة ارض في منطقة اللبن وبمبلع مليوني دينار تم استغلال جزء منها لعمل التسويات وتسديد ذمم جهات مختلفة ورفع حجوزات قائمة على الشركة.

 

ويرى البعض ان مجلس الادارة الجديد الذي برأسة النائب احمد الصفدي جاءت مستنسخة عن الادارة السابقة من حيث لجوءها الى المبالغة والتسويفات والخطط المستقبلية المجهولة ويظهر ذلك جليا في الاعلان عن المشاركة في انشاء مشروع سكني لذوي الدخل المحدود في ولاية أراجوا يشتمل على 13,913 وحدة سكنية تستوعب حوالي 54000 فرد، اضافة الى60 منشأة تعليمية و 28 منشأة طبية بالاضافة الى المنشآت الأخرى اللازمة لتقديم كافة الخدمات المتكاملة الضرورية لمدينة بهذا الحجم وبرقم 2,4 مليار وما رافق هذا الخبر من ضجة العلامية ليتبين لاحقا ان دور تعمير في المشروع هو الادارة ومن ثم تعود المفاوضات والمشاورات من جديد بين الشركة والجانب الفنزويلي وتتحلل الشركة من الجزء الخاص بالادارة المالية للمشروع وتكتفي بالمشاركة في مراحل معينة  دون ذكرها اوتحديدها بعد ان وجدت ان مسودة الاتفاقية المقترحة لا تتلائم مع سياسات الشركة الحالية واهمها آلية تمويل الحكومة للمشروع من خلال سندات سيادية وليس من خلال الدفع النقدي مما دفع الطرفين للتعاقد مع طرف ثالث يتحمل كافة الاعباء والمخاطر المترتبة على ذلك.

 

وتطرق مساهمون في الشركة خلال حديثهم لـ الشعب نيوز الى نتائج شركة تعمير للاشهر التسعة الاولى المنتهية في 30 ايلول/ 2016  .. هذه الميزانية التي جوبهت بـالعديد من التحفظات التي اوردها مدقق الحسابات في تقريره وكادت ان تشمل كافة التقرير المالي للشركة ولم تتم المصادقة عليه لوجود استفسارات عديدة ومعلومات غير مكتملة كان ابزها الذمم المدينة والدائنة والارصدة الدائنة والمدينة والتسويات مع البنوك وعدم تزويد مدقق الحسابات بالبيانات المالية لشركة المها للاستثمارات العقارية (الحليفة) والتي تملك الشركة حصة فيها ،، كما اورد مدقق الحسابات تحفظا حول القيمة الدفترية لمشروع اهل العزم التي بلغت 6,1 مليون دينار كما في 30 ايلول 2016 ووفقا للتقييمات المعدة من الخبراء العقاريين المعينين من قبل ادارة المجموعة فان القيمة التقديرية للمشروع بلغت 5,5 مليون دينار كما في 31 كانون الاول 2015 وتظهر تقييمات الخبراء تدني مبلغ 6,9 الف دينار لم يتم الاعتراف بها كخسائر ولو تم الاعتراف بها لزادت الخسائر للفترة والخسائر المتراكمة بذات الفترة..

 

وتناولت تحفظات مدقق الحسابات قيام شركة القبس للتطوير العقاري (شركة تابعة) خلال فترة التسعة الاشهر المنتهية بتاريخ 30 ايلول 2016 ببيع قطعة ارض تحت التطوير في مشروع مدينة الشرق بالزرقاء بسعر يقل عن القيمة الدفترية لهذه الاراضي وهذا مؤشر على احتمالية تدني في قيمة الاراضي المتبقية في هذا المشروع.. كما تساءل المساهمون عن مصير القضايا المرفوعة على الادارة السابقة والى اين وصلت والمشاريع المتوقفة معربين عن قلقهم من اعادة تجربة الادارة السابقة في التهويل والمبالغة التي لا توجد على ارض الواقع بينما الخسائر لا زالت تتراكم في المشاريع ووصلت الى 32 مليون دينار في بيانات الربع الثالث للعام 2016 وسعر السهم يزحف للوصول الى النصف دينار!

 

ومن جانبه أكد المدير التنفيذي لشركة تعمير المهندس طلال يعيش ان سعر السهم لا يعكس اداء الشركة وهو مرتبط بالمضاربات مؤكدا ان مجلس ادارة الشركة عكف منذ تسلمه ادارة الشركة في 15/7/2015 على تقييم وضع الشركة واعادة دراسة البيانات المالية وعرضها بالشكل الصحيح لتعبر عن الوضع الحقيقي للشركة كما تم التحفظ على البيانات المالية للسنوات الخمس والعمل مع مدقق الحسابات وحسب المعايير الدولية على اعادة عرض البيانات المالية 2013 – 2014 وتم بالفعل نشرها بالتقرير السنوي في نهاية عام 2015.

 

واضاف يعيش ان ادارة الشركة لجأت الى ترتيب وضعها والنهوض من جديد للخروج من حالة التعثر وعملت على اجراء التسويات وتصويب وترتيب اوضاعها مع المؤسسات والجهات الرسمية والبنوك وغيرها واعادة احياء المشاريع المتوقفة وسعت الى استغلال الفرص المتاحة حيث تمكنت خلال فترة عام ونصف تقريبا من تحقيق ارباح رمزية ولاول مرة منذ 8 اعوام وتوفير الدخل لتأمين المصاريف الادارية دون الاقتراض وبشكل ذاتي.

 

وحول التحفظات التي وردت في تقريرمدقق الحسابات عن البيانات المالية للربع الثالث من العام 2016 اوضح يعيش ان الشركة سوف تقوم بالرد والتوضيح على كافة التحفظات في اجتماع الهيئة العامة القادم.

 

وقال المهندس يعيش ان ادارة الشركة وضعت استراتيجية لاستكمال المشاريع وتمكنت من اعادة العمل بالمشاريع المتوقفة ومنها مشروع فلل الاندلسية الذي يمر بالمراحل الاخيرة كذلك استكمال المرحلة الاولى من مشروع فلل الجاردنز بالزرقاء والاعلان عن عمليات البيع فيه الى جانب مشروع منتجع البحر الاحمر بالعقبة حيث استطاعت ادارة الشركة استرجاع المشروع بالتفاهم مع سلطة اقليم العقبة وانجاز نسبة كبيرة منه كذلك مشروع الجيزة الذي كان متوقفا وهو الان يمر بالمراحل النهائية من التفاوض للمباشرة بالعمل.

 

وحول اتفاقية تعمير في المشروع الفنزويلي قال المهندس يعيش ان هذه الاتفاقية اولية وجاءت لضمان تدفق نقدي للشركة وقد نصل مع الجانب الفنزويلي الى اتفاق وقد لا نصل حيث لا تزال المفاوضات جارية بعد ان توصلنا الى ان الشروط المالية لا تتلائم مع سياسات الشركة المالية ونحن نكتفي بدور جزئي دون تحمل اعباء مالية