وزيرة الثقافة: الأردن ينعم بجو التسامح بفضل قيادته الهاشمية
قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن الأردن كان وما يزال الأرض التي تلاقت فيها الحضارات المختلفة وتعايشت في رحابها العقائد والديانات السماوية في جو من التسامح والعدالة التي أشاعتها فوق ثراه القيادة الهاشمية بترسيخ قيم الاحترام المتبادل والمساواة وروح المودة والإخوة على الأرض الأردنية.
جاء ذلك خلال محاضرة القتها بعنوان "المبادرات العربية الإسلامية في التواصل مع الآخر رسالة عمان أنموذجا"، ومشاركتها بالدورة (11) للجنة التراث التي نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، واختتمت أعمالها أمس في المغرب.
ووفقا لبيان صادر عن الوزارة اليوم الأربعاء، أضافت النجار أن الأردن بقي مخلصا بإيجابية وفاعلية، منحازا لقضايا أمته العربية والإسلامية، وحمل جلالة الملك عبدالله الثاني شرف الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأكدت النجار خلال اجتماعات الدورة التي حضرها المدير العام لمنظمة الإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، ووزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد المهدي بنسعيد، وسفراء الدول الإسلامية وممثلي لجنة التراث الإسلامي وعدد من المثقفين، أن الأردن قيادة وشعبا منطلقا من قيمه وثوابته العربية والإسلامية والإنسانية ومنحازا للقضايا العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، وفي هذه الأوقات فقد عبر الأردن عن موقفه الداعم لأهل غزة، لوقف العدوان واتخاذ موقف لوقف قتل المدنيين وحمايتهم وإشعارهم بالاطمئنان، وأن موقف الأردن واضح لن يتخلى عن ثوابته الوطنية.
وقالت إن الأردن ومنذ تأسيسه تبنى نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام، بحكم المسؤولية الروحية والتاريخية الموروثة التي تحملها قيادته الهاشمية بشرعيتها الدينية، مبينة أن هذا النهج تأسس على 3 أركان راسخة ومتينة لا تناقض بينها وهي؛ قيم العروبة، والإسلام، ومبادئ الإنسانية، وتجلت في نص الدستور وخطاب الدولة وخياراتها ومواقفها.
ولفتت إلى مبادرة جلالة الملك في صدور رسالة عمان عام 2004، مبينة أنها تمثل عنوان أخوة إنساني، وتستوعب النشاط الإنساني كله، وتكرم الإنسان، وتقبل الآخر، وتحمل مضامين أكدت من خلالها أن الإسلام بشر بمبادئ وقيم سامية تحقق خير الإنسانية التي تقوم على وحدة الجنس البشري، كالسلام، والعدل، وتحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي، وحسن الجوار، والحفاظ على الأموال والممتلكات، والوفاء بالعهود، والمساواة في الحقوق والواجبات لكل الناس.
وقالت إن جلالة الملك، دعا في رسالة عمان إلى إطلاق حوار بين الديانات السماوية يقوم على الاحترام المتبادل وبما يمكن الجميع من الاتفاق على الطبيعة الإنسانية المشتركة والحاجة إلى السلام وترسيخ القيم الأخلاقية وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية والإخاء والتسامح والمساواة وقبول الآخر والعيش المشترك ونبذ الكراهية والعنف، مشيرة إلى أن رسالة عمان تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية.
وعرجت النجار على عدد من المبادرات التي تعزز التواصل، ومنها: "أسبوع الوئام بين الأديان"، ومبادرة (كلمة سواء)، "حب الله وحب الجار"، التي تشكل قاسما مشتركا ومنصة للحوار والتفاهم بين اتباع الدين الإسلامي والدين المسيحي، إرتكزت عليها الصيغة النهائية لوثيقة كلمة سواء، التي أعلنت في عمان، برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني.
ولفتت إلى أنه بتبني المبادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة يعكس حجم التقدير الذي يحظى به جلالة الملك لدى مراكز صنع القرار العالمي ودوره المؤثر في مجمل القضايا العربية والعالمية وتأكيداته المتواصلة على أهمية إيجاد حلول ناجعة لها لإحلال السلام في العالم.
ولخصت النجار مرتكزات الدولة الثقافية التي استندت عليها الاستراتيجية الوطنية في الاستمرارية السياسية والثقافية، والاعتدال السياسي، منهج الإصلاح، الوسطية الإسلامية/ التسامح، الحداثة والتحديث، المبادئ والوضوح الأخلاقي والتوازن السياسي والاجتماعي.
وختمت وزيرة الثقافة محاضرتها الى أن الثقافة بوصفها تثاقفا، لا يمكن فصلها عن منظومة القيم الأخلاقية وفلسفتها بتحقيق الخير والاستقرار والعدالة والاعتدال والتشاركية وتحسين نوعية الحياة، التي تتفق مع رسالة عمان ومبادرة( كلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان ومهرجان التنوع الثقافي)، والتي تأسست عليها الدولة الأردنية واستمرت عليها رغم كل التحديات.