سياسيون وأكاديميون يدعون المؤرخين لإيلاء مواقف الأردن العروبية المزيد من العناية
دعا سياسيون ووزراء سابقون وأكاديميون، المؤرخين والكُتَّاب إلى إيلاء مواقف الأردن وقيادته وتضحياته من أجل فلسطين، المتقدمة تاريخياً وعروبياً وإنسانياً، المزيد من العناية، وتقديمها للأجيال الجديدة كجزء من الدروس الحضارية والتربية الوطنية.
وأكدّوا في المحاضرة التي ألقاها أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية والمؤرخ، الدكتور علي محافظة بعنوان: "القضية الفلسطينية في خطابات المغفور له الملك الحسين بن طلال 1953-1999"، واستضافها منتدى الفكر العربي عن بُعد، أن قسماً كبيراً من التراث السياسي للراحل الملك الحسين يُعدّ تأريخاً حقيقياً للقضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال محافظة، بحضور الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمور، وبمشاركة رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، وعدد من أعضاء المنتدى والوزراء السابقين والأكاديميين والإعلاميين، إن خطابات الملك الراحل الحسين بن طلال، تُعدّ سجلاً حافلاً بالأحداث التي عاشتها المملكة، وعرضاً للمواقف الرسمية منها، وتتضمن تحليلاً واعياً لها وسرداً دقيقاً للظروف التي واكبتها، وبياناً لتجربته في العمل السياسي، ومعالجة للعلاقات بين الدول العربيّة.
وأشار إلى أن هذه الخطابات اتسمت بالتأكيد على ضرورة وحدة العرب أمام قضاياهم المصيرية، كما احتوت على دفاع الملك الحسين عن قضايا العرب بعامة وقضية فلسطين بخاصة في المحافل الإقليمية والدولية، ويبرز من خلالها الدور الفعّال للأردن في المجتمع الدولي.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري في مداخلة له، إن الملك الحسين كان مؤمناً بالهدف الوطني والقومي الذي ورثه عن جده الملك المؤسس عبد الله بن الحسين في ما يتعلق بفلسطين وقضيتها والقدس، كما كان مؤمناً بمبادىء النهضة والثورة العربية الكبرى، ويتصرف من هذا المنطلق تجاه هذه القضية المركزية بوصفه عربياً هاشمياً ووريثاً لهذه الثورة.
وأضاف، أن جلالته لم يكن يقبل الضعف والتخاذل وتحمّل كثيراً من الضغوط وأعطى موضوع القدس كل جهده، وكان يرى أن الاتفاق بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية يشكل ركيزة وأساساً للتوافق العربي وحل القضية.
بدوره، قال أبو حمور، إن حكمة جلالة الملك الحسين الراحل في مختلف أطوار ومراحل القضية الفلسطينية، وإدارة الصراع والعملية السلمية وفق مبادىء وأسس عدم التفريط بالحقوق العربية والفلسطينية، كانت عاملاً مهماً في إبقاء القضية الفلسطينية قضية ضمير عالمي.
وشارك في المداخلات، مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية الدكتور إبراهيم بدران، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، رئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي والإنساني الفريق المتقاعد مأمون الخصاونة، وأستاذة التاريخ العربي الحديث في جامعة فيلادلفيا الدكتورة فدوى نصيرات، والناشط محمد خريسات.