كورونا من جديد.
الانتخابات الأميركية القادمة تُعبر عن بُؤس الواقع الأميركي الخالي من التنافس الابداعي ، إذ على الرغم من الأداء الفاشل والمتناقص للرئيس ترامب فإنه لا زال يحتفظ بتأييد 40٪ من توجهات الناخب الأميركي، أما الجانب الآخر من المأساة فيكمن في منافسه نحو البيت الأبيض، المرشح الديمقراطي العجوز (جو بايدن 78 سنة)..
أميركا التي تقود العالم أضحت بين خيارين يُؤشر كلاهما على حالة العجز ، وضرورة إعادة بناء النظام الانتخابي، والاتحاد الفدرالي، وتجديد بُنية النظام السياسي الأميركي، قبل أن ينهار الاقتصاد العالمي ويبدأ النظام العالمي الجديد بالتشكل، وفقاً لنظرية الشِّوَاش أو نظرية الفوضى ( Chaos Theory ) التي تُعتبر من أحدث النظريات الرياضية الفيزيائية - وتُعرف أحيانا ب ( نظرية الفوضى العمياء) التي تسبق الاستواء والاستقرار..
في الأدب السياسي القديم سردية الصعاليك... وهم فئة من ( المتمردين على الواقع المجحف بحق الضعفاء)، هي ذاتها قصة (روبن هود) الصعلوك الخارج عن النظام الجائر...
هل يمكن القول بأن الرحلة نحو المستقبل الجديد قد بدأت؟.
جائحة كوفيد-١٩ كشفت عن عجز المنظومات الدولية القائمة، وفشل النظام العالمي، وخطورة الحكومات الديكتاتورية والأنظمة الشمولية المتحكمة في حياة البشر، واحتكار الثروات ورأس المال الذي أصبح ( دُولة بين الأغنياء).
غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع... والفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء (الشمال والجنوب).
بصرف النظر عن نهاية الجائحة متى وكيف؟ فإن الفايروس استطاع حتى هذه اللحظة أن يضع العالم في مرحلة من التخبط غير المسبوقة، وعدم الوثوق بأي وعود للخروج من المأزق.
هل أصبح هذا الألم المرافق لمعاناة البشرية ضرورة لإنضاج القناعة بأهمية التخلي عن الظلم والقهر والتحلي بالعدل والإحسان؟
ربما ولكل أجلٍ كتاب...
زكي بني إرشيد
13 /05 /2020