غربال كورونا.
غربال كورونا.
الكورونا هزة غربال، كفيلة بإسقاط الزوان الذي لا يقل خطورة عن الآفة نفسها.
إذ على الرغم من تواتر النصوص المقدسة الصحيحة، والمتون الفلسفية الكثيرة، التي تؤكد على بشرية الإنسان، الذي بطبعه يخطأ ويصيب، ( وخير الخطّائين التوابون)، إلا أنه لم يسلم من تلك الآفة الا القليل!.
فكم من حاكم أخذته العزة بالاثم؟ فحشر ونادى وقال : ( انا ربكم الأعلى)، أو تواضع قليلاً وادّعى أنه نصف إله وحاكمٌ بأمر الله ، أو آمرٌ بحكم الله، ولا معقب لحكمه!. أو وليٌ فقيه وإمامٌ معصومٌ، وأنه أعلى من المحكومين، وفوق السلطة فأصبح هو الدولة والدولة هو، ( لا يُسأل عما يفعل وهم يُسالون)، ومن يتمرد ولم يُذّعن بذلك فدونه السجن والحرمان . بعض "السياسيين" يعتقدون أنهم هم الوطن، فإذا انتقدتهم فأنت خائن للوطن عميل لأعدائه.
وبعض "المفكرين" يعتقدون أنهم هم الفكر فإذا انتقدتهم فأنت متخلّفٌ سطحيّ محارب للأفكار النيرة.
وبعضُ "رجال الدين" يعتقدون أنهم هم الدّين، فإذا انتقدتهم فقد هاجمتَ الدين وطعنتَ الإيمان .
وبعض "الثوار" يعتقدون أنّهم هم الثورة؛ فإذا انتقدتهم فأنت ضدّ الثورة موالٍ لأعدائها.
هزة الكورونا التي حكمت فعدلت، لم تحابي أحداً، ولم تستثني بشراً، ضربت فاوجعت، وصفعت فعطلت، وأصابت بالجملة من لم يهرب منها...
هل هذا يكفي ام أن البشرية بحاجة إلى المزيد من الكوارث حتى تصحو؟