الموازنة… اختبار دولة لا اختبار مجلس: من يحمي الأردن فعليًا   |   تالوار يتصدر … وبريسنو يخطف الأضواء عربياً في انطلاق بطولة السعودية المفتوحة المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة   |   البريد الأردني وسفارة بنغلادش تبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك   |   أبوغزاله وآفاق الرؤيا يوقّعان اتفاقية لتبادل الخبرات وتنفيذ برامج مهنية مشتركة   |   سامسونج تفوز بجائزة Euroconsumers 2025 عن فئة المكانس اللاسلكية العمودية   |   الإمارات تعلن دعمًا بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026   |   مبادرات هادفة ومستدامة لأورنج الأردن في اليوم العالمي للاشخاص ذوي الإعاقة   |   العماوي يهاجم الموازنة: دين عام منفلت.. ورؤية اقتصادية غائبة والحكومة تكرر النهج نفسه   |   رئيس عمّان الأهلية يشارك في المنتدى الخامس لرؤساء الجامعات العربية والروسية   |   البنك الأردني الكويتي يحصل على شهادة ISO/IEC 27001:2022 المحدثة في إدارة أمن المعلومات   |   النزاهة ومكافحة الفساد.. ركيزة التحديث والإصلاح   |   مصدر رسمي يكشف حقيقة قرار إسرائيلي بعدم تزويد الأردن بحصة المياه   |   الغذاء والدواء: سحب مستحضرات +NAD وحقن غير مجازة من عيادتين   |   فصل نهائي ومؤقت بحق 26 طالبا تسببوا بمشاجرات داخل جامعة اليرموك   |   تعاون بين شركة أكابس (Acabes)، الذراع التكنولوجية للبنك العربي وشركة ميناآيتك    |   جمعية المطاعم السياحية تنتخب اعضاء مجلس ادارتها الجديد    |   فرق قدّمت أفكاراً رقمية مبتكرة لتعزيز السياحة الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة!   |    التسمُّم بالمبيدات الحشرية كمرض مهني في قانون الضمان   |   عاصي الحلاني يطرح أغنية «كوني القمر» بطابع رومانسي   |   حماس تكشف عن شروطها لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة   |  

بعد كورونا .. مرض أخطر قادم سيصيبنا


بعد كورونا .. مرض أخطر قادم سيصيبنا

:لا شك أن البشرية سوف تنتصر على كوفيد-19، بعد فترة من الوقت، قصرت أم طالت. ولكن السؤال في أي عالم سوف نعيش بعد ذلك: في عالم حيوي نشيط، أم في عالم دهني بليد؟

بينما نسعى لتخفيف الضغوط عن كاهلنا باستخدام خدمات التوصيل السريع، للبيتزا والهامبورغر، أمام شاشات "نيتفليكس" والمباريات المسجلة، مع قسط معتبر من الخمول البدني (وربما العقلي)، نجد خصرنا بنفس معدل انكماش الاقتصاد.

وتماما كما لاحظ المنظر الثوري والسياسي، فلاديمير لينين، يوما أن هناك عقودا لا يحدث فيها شيء، بينما هناك أسابيع تحدث فيها عقود، فإن ما نعيشه اليوم ينتمي بالتأكيد للنصف الثاني من مقولة لينين.

لقد شهد الكثير من المواطنين حول العالم تغير حياتهم على نحو جذري، غير متوقع، في غمضة عين. نحن نرى الآن بأم أعيننا كيف يخضع ما يقرب من 4 مليارات شخص حول العالم لشكل من أشكال الحجر الصحي، سواء أكان طواعية أو بسلطة القانون، أو حتى السلطة العسكرية في أماكن أخرى.

ففي المملكة المتحدة مثلا، لم يعد يسمح للمواطنين، بعد 23 آذار، مغادرة المنازل إلا في ظروف محددة، مع ضمان الحفاظ على مسافة مترين من الآخرين. كما أصبحت الشرطة البريطانية تملك الحق في تغريم أو اعتقال كل من يخالف هذه الأوامر، وحذر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، من أن القيود ربما تصبح أكثر صرامة، وقد تحظر حتى التمارين الرياضية في الهواء الطلق تماما إذا استمرت أقلية من الناس في انتهاك القوانين.

على الجانب الآخر، تحمل الطوابير المصطفة أمام المحال التجارية، مع غياب بعض المنتجات في محلات السوبرماركت، وقوائم الانتظار في الخارج، نكهة "الأيام المظلمة" فيما وراء الستار الحديدي في الكتلة الشرقية، التي يحب بعض المؤرخين الغربيين الحديث عنها.

في الأسابيع القليلة الماضية، فقد عدد كبير، يتزايد مع الوقت، وظائفهم في جميع أنحاء العالم، وتتنوع المشكلات في هذا الصدد بين من تدعمهم الدولة، أو يجدون دعما معينا من مؤسسات ما، وبين من يحاولون تحقيق التوازن بين العمل من المنزل، ورعاية الأطفال، بينما تظل المدارس مغلقة.

سوف تؤدي التغيرات الحياتية المفاجئة وغير المسبوقة التي أحدثها كوفيد-19، إلى جائحة أخرى هي جائحة الإجهاد. فسوف يتعامل الناس بشكل مختلف تحت الضغط، وسيجد البعض صعوبة في التكيف مع البطالة، أو الحبس، أو الحصول على وظيفة إضافية، أو إجبارهم على الحجر الصحي مع شريك مزعج، أو فرد صعب من أفراد العائلة. سوف يؤدي ذلك، إلى جانب مشكلات الصحة العقلية، إلى مشكلات في الصحة الجسدية العامة، وهو ما يهددها بعواقب وخيمة.

فانخفاض القدرة على أداء التمارين في الهواء الطلق، مع زيادة "الأكل المريح"، المعروف أيضا باسم "الأكل العاطفي"، الذي يحدث استجابة لفترات طويلة من الإجهاد، والتي يتم خلالها إطلاق كميات أكبر من هرمون الكورتيزول المنبه للشهية، إلى زيادة الوزن.

وبالمثل، فإن الإجهاد سوف يجعلنا نتلهف على الأطعمة التي تحتوي على كميات زائدة من السكر أو الدهون، وليس أكثر الخيارات الصحية. كذلك ففي أوقات الإجهاد، تكون النساء أكثر عرضة للمشاركة في الأكل العاطفي، بينما يميل الرجال للوصول إلى سيجارة أو زجاجة خمر.

وإلى جانب أن الكحول مليء بالسعرات الحرارية، فغني عن التعريف الآثار الصحية للشرب المفرط.

هكذا إذن تتهددنا أمراض ربما تكون أخطر من فيروس كورونا الفتاك. فهل نتمكن من مواجهتها والوقاية منها قبل فوات الأوان؟