الاستثمار في الفشل
الوصول إلى السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية حلمٌ يسعى لتحقيقه المتنافسون.
فشل الرئيس الحالي حتى الآن في مواجهة الأزمة الراهنة (جائحة الكورونا) هي الفرصة النادرة وربما الوحيدة لإزاحته من البيت الأبيض الأميركي.
قواعد الصراع محكومة بالمرجعية الدستورية ولكن السباق لا يخضع للقيم أو الأخلاق ولا إلى فروسية الاضداد.
ومن أجل ذلك تستباح كل المحرمات وترتكب كل الموبقات.
فرصة الديمقراطيين للفوز تتعزز مع تعمق أزمة كورونا واستمرار فشل الرئيس في المعالجة.
وفقا لما هو واضح فإن
أمريكا "تشهد الفوضى في 50 ولاية؛ بسبب الفراغ التام للقيادة الفيدرالية
الارتباك في المواقف والتصريحات هي التي مكنت الفايروس من الإنتشار.
تصريحات الرئيس بداية الأزمة :
" إننا نسيطر على الوضع بشكل كامل، وإن الأمر عبارة عن شخص واحد قادم من الصين، والأمر سيكون على ما يرام".
التعليق من المختصين :
"ما حصل في واشنطن هو إخفاق بأبعاد لا تصدق إننا نشهد في الولايات المتحدة أحد أكبر إخفاقات الحكم الأساسي، والقيادة الاساسية في الوقت المعاصر ".
( لقد تفوقت موجة المشاعر المعادية للعلم، والتي تجتاح الوكالات الفيدرالية تحت هذه الرئاسة) .
في يوم 30 يناير (كانون الثاني) وبينما كانت منظمة الصحة العالمية تعلن حالة الطوارئ في العالم، صرح ترامب قائلًا: "ليس لدينا إلا خمسة أشخاص، نأمل أن يكون كل شيء على ما يرام".
في يوم 24 فبراير (شباط)، ادعى ترامب "أن الفيروس الصيني تحت السيطرة إلى حد كبير في الولايات المتحدة".
وعندما صرح احد المسؤولين عن الصحة
بأنه : "قد يكون هناك اضطراب شديد للحياة اليومية".
غضب ترامب من هذا التعليق، وآثاره في أسعار الأسهم، فقام بالصراخ عبر التلفون على وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
ترامب يعاني لأن الفايروس الصغير وفي أول ثلاثة أشهر من هذا العام 2020م أطاح بالمنحزات الاقتصادية الهائلة التي حققها الرئيس في ثلاث سنين.
مسلسل المفاجآت مستمر والأيام القادمة قد تحمل المزيد.
وصدق من قال :
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ.
زكي بني إرشيد