《العيد الوطني القطري》 وأيدي كبار الأردن تتشابك بذراع السفير
لا يمكنها أن تكون إلا “رسالة سياسية” بامتياز. الجديد في هذه الرسالة أنها “شعبية” اردنية، ايضاً، وليست “رسمية”.
فقط الحكومة تقريبا تغيبت عن احتفال العيد الوطني القطري الذي أقامته مساء الثلاثاء السفارة القطرية في العاصمة الأردنية عمان.
حضرت الاحتفال رموز المؤسسة العسكرية الاردنية ورموز التمثيل الشعبي والبرلمان وكبار مسؤولي القصر الملكي وتغيب رموز مؤسسة الحكومة عمليا.
“لم يكن احتفالا عاديا ” هذا ما قاله “شاهد عيان” لـ”القدس العربي” وهو يؤكد بأن عدد الحضور والمشاركين في تهنئة “قطر الشقيقة” لم يرصد سابقا في اي احتفال لأي سفارة في المملكة.
قدرت السلطات الأمنية المحلية عدد الأردنيين الذين دخلوا مقر الاحتفال لمشاركة دولة قطر في المناسبة بـ6 آلاف شخص على الأقل.
عمليا ولمدة ساعتين قبل وبعد الاحتفال بالعيد الوطني القطري شهدت ضواحي عمان الغربية حالة ازدحام كبيرة جدا بسبب الإقبال الشديد على تلبية الدعوات القطرية؛ وبسبب مئات الأردنيين الذين قرروا الحضور بدون دعوة.
تلك رسالة بالمستوى الشعبي في استعراض يقول ضمنيا بواسطته نبض الشارع بأن قطر دولة قريبة من وجدان الأردنيين
شوهد بعض كبار المسؤولين يتركون سياراتهم خارج الفندق وبعيدا عنه ويترجلون مشيا على الأقدام بسبب الزحام.
فعل ذلك رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي استجاب لدعوة السفير القطري الشيخ سعود بن ناصر لقطع “كعكة ” المناسبة الضخمة.
وازاء المشهد النادر اردنيا على مستوى احتفالات السفارات العربية والاجنبية بسبب كثافة الحضور ونوعية الشرائح التي يمثلونها، حظي احتفال سفارة الدوحة بتغطية إعلامية واسعة النطاق محليا، وأصبح الازدحام على بوابة قطر مسألة يتناقلها ويتداولها الجميع.
في الصور الملتقطة علنا شوهد السفير القطري الجديد في عمان يشبك يديه امام الكاميرا مع نخبة من كبار الزوار.
الأيدي تشابكت في إحدى اللقطات، فعلى يسار السفير رئيس اركان القوات المسلحة الاردنية الجنرال يوسف حنيطي وعلى يساره رئيس الديوان الملكي يوسف العيسوي وفي صور اخرى مدير مكتب الملك عبدالله الثاني وعشرات الجنرالات من المؤسسة الامنية الاردنية، ومئات الدبلوماسيين، وسط غياب واضح لأي ممثل سعودي او إماراتي، وحضور متنوع التصنيف لزملاء دبلوماسيين من الكويت وسلطنة عمان وحتى البحرين.
لافت جدا ان الاحتفال بالمناسبة القطرية محليا، أعقب احتفالا مماثلا للسفارة السعودية بمناسبة مماثلة اقيم في أرقى منتجعات غرب العاصمة وليس في وسطها، وتغيبت عنه الكثير من رموز المجتمع الاردني.
في أوساط المراقبين، اعتبر حضور كبار جنرالات الأردن ومؤسسة القصر الملكي ورئيس مجلس النواب “رسالة محبة ودية” من المؤسسة الأردنية وتفويض ضمني بإعادة بناء العلاقات مع دولة قطر.
وفي الجانب الشعبي، المسألة أقرب لـ”استفتاء”.
ثمة اعيان ونواب وممثلو نقابات مهنية وأحزاب واتحادات ومؤسسات مجتمع مدني ووجهاء عشائر وموظفون والمئات من المواطنين العاديين والفضوليين.
تلك، أيضا، رسالة بالمستوى الشعبي في استعراض يقول ضمنيا بواسطته نبض الشارع بأن قطر دولة قريبة من وجدان الأردنيين.