تعرّفوا على البدائل التي من المحتمل أن تحدّ من تأثيرات التدخين على الصحّة
يُعتبر التدخين من أكبر المخاطر على الصحة التي يشهدها العالم، إذ يؤدي سنوياً إلى وفاة ما يقارب 6,000,000 نسمةً وفق مصادر صادرة عن منظمة الصحة العالمية، منهم أكثر من 600,000 شخص من غير المدخّنين بل من المعرّضون للتدخين السلبي.
هذه الارقام تُظهر حجم التأثيرات الصحّية السلبية التي يسبّبها التدخين، الامر الذي يدعو الى التساؤل حول الاسباب الحقيقية التي تجعل من السيجارة التقليدية، السبب الرئيسي للعديد من الأمراض. تابعونا في هذا المقال للمزيد من المعلومات، واكتشفوا معنا أبرز البدائل المتطوّرة والمبتكرة للسيجارة التقليدية ذات إحتمالية لتقليل الضرر، ومنها منتجات تسخين التبغ بدلاً من حرقه، السجائر الالكترونية، وأنظمة توفير النيكوتين الحديثة.
فما هو السبب الفعلي للأمراض المرتبطة بالتدخين؟
خلافاً لما يعتقده الكثيرون، فالنيكوتين - رغم طبيعتها الإدمانية - ليس هو المسبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين! الحقيقة هي أن إشعال السيجارة التقليدية وعملية احتراق التبغ يؤديان إلى تشكيل الآلاف من المكوّنات الكيمياوية، وعددٌ كبيرٌ منها سام ومضرّ، مما يسبّب الأمراض المرتبطة بالتدخين، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية.
الأمراض المرتبطة بالتدخين
صحيحٌ أنّ لذّة التدخين تستمرّ لدقائق قليلة فقط، لكنّها تسبب أمراض خطيرة على المدى الطويل. تعرّفوا على أبرز الأمراض التي يُمكن أن تنتج عن التدخين:
* سرطان الرئة: استنشاق الدخان المليء بالمواد المسرطنة يسبب تلف الخلايا المبطّنة لجدار الرئة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تغيّرات سريعة في أنسجة الرئة مما يشكّل الورم السرطاني. يُعتبر التدخين السبب الرئيسي في 80% من حالات سرطان الرئة، وفق الجمعية الأميركية للأمراض السرطانية.
* الأمراض التنفسية: بالاضافة الى سرطان الرئة، فانّ التدخين يؤدي الى أمراض التنفسية عديدة مثل الالتهاب المزمن للشعب الهوائية، وانتفاخ الرئة، السعال المستمر، والاحتقان المزمن بسبب انسداد الممرّات التنفسيّة وغيرها.
* أمراض القلب: يعدّ التدخين أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية وتعتبر حالة وفاة واحدة من أصل كل ثلاث حالات ناتجة عن هذه الأمراض بسبب التدخين. ويعود ذلك الى دور التدخين في تسريع عملية تضييق شرايين القلب وانسدادها، مما يؤدي الى التعرّض لنوباتٍ قلبية وفق الموقع التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
* أمراض الفم: أبرزها الرائحة الكريهة، التهاب اللثة أو تقرّحها، صعوبة التئام الجروح، تخلخل الأسنان وجفاف الفم. لقد اعتبر معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن الخطر الأساسي من جرّاء التدخين هو ارتفاع احتمال الإصابة بسرطان الفم، بنسبة 68% على مدى عشرين سنة تدخين.
* أمراض جلدية: معظم المدخّنين البالغين يُعانون من شحوب البشرة لأن التدخين يُعيق وصول الأكسيجين والعناصر المغذّية إلى البشرة، مما يؤدي إلى تصبّغ الجلد وظهور علامات الشيخوخة المبكرة. لكن لا تكمن المشكلة في المظهر فقط، بل إن التدخين يؤدي إلى أمراض جلدية خطيرة، أبرزها سرطان الجلد وخصوصاً سرطان الخلايا الحرشفية الذي يظهر حول الفم. كما أنّ التدخين يعتبر أحد الأسباب غير المباشرة للإصابة بالصدفية لأنه قد يحفّز التطوّر الجيني المسبّب للمرض، وفق تقرير نشر على موقع الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية.
كلّ هذه الأمراض، وما يضاف اليها من أمراض تناسلية وتأثيرات عصبية سلبية وغيرها، تطلق جرس الانذار في مواجهة آفة التدخين.
كيف يمكن الحدّ من تأثيرات التدخين على صحة المدخّن الفعلي والمدخن السلبي؟
لا شكّ أنّ الإقلاع عن التدخين نهائياً هو الحلّ الأمثل لتفادي كلّ هذه المخاطر الصحّية. لقد تمّ إنشاء العديد من المراكز المتخصّصة لمساعدة المدخنين البالغين على الاقلاع النهائي عن التدخين وتنظيف الجسم من كلّ السموم المتراكمة. كما هناك مدخنون بالغون يستطيعون وبإرادتهم الشخصية أن يخطّوا هذه الخطوة رغم صعوبتها عبر تطبيق تقنية الاقلاع التدريجي، وذلك بهدف التخفيف من أعراض نقص النيكوتين.
إلا أن قول الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين &ما أسهل الاقلاع عن التدخين! لقد قمتُ بذلك مئات المرّات& أبرز دليل على صعوبة الالتزام والمثابرة بهدف الإقلاع التام عن التدخين.
ما هي البدائل إذاً؟
من بعض الحلول المتوفّرة، والتي تصنّف ضمن علاج التعويض عن النيكوتين: اللصقات، اللبان، أقراص الحلوى، البخاخات، وأجهزة الاستنشاق. وبالرغم من أن هذه الطرق تُعتبر فعّالة للبعض، إلا أن بعض المدخّنين البالغين يرغبون في مواصلة استهلاك منتجات التبغ.
وقد ظهرت حديثاً بدائل متطوّرة ومبتكرة للسيجارة التقليدية للمدخّنين البالغين الذين يرغبون في مواصلة استهلاك منتجات التبغ والتي تقوم على مبدأ أساسي وهو منع احتراق التبغ. أبرزها:
- منتجات تسخين التبغ كهربائياً (Electronically Heated Tobacco Products أو EHTP): تقوم هذه الأجهزة الإلكترونيّة بتسخين التبغ على حرارة تقلّ عن 350 درجة، بدل حرقه، ويكون لها لفائف تبغ خاصة بها. إن هذه الأجهزة توفّر للمدخّنين البالغين الذين لا يريدون الإقلاع عن التدخين، ما يحتاجونه من النيكوتين وتساهم بتخفيف السموم الناتجة عن عملية الحرق. وبحسب ما أظهرت الدراسات والبحوث فمنتجات تسخين التبغ إلكترونياً تساهم في احتمالية خفض الضرر المرتبط بتدخين السجائر التقليديّة.
- منتجات تسخين التبغ عبر الكربون (Carbon Heated Tobacco Product أو CHTP): تتشابه هذه المنتجات مع المذكورة سابقاً من ناحية المبدأ أي منع احتراق التبغ، لكن الفرق أنّ تسخينه لا يتمّ إلكترونياً بل عبر مواد كربونية تتحكّم بالحرارة بشكل دقيق.
- نظام توفير النيكوتين (Electronic Nicotine Delivery System أو ENDS): هذه المنتجات لا تحتوي على التبغ، بل توفّر لذة مشابهة لتلك التي يشعر بها المدخن البالغ عند تدخينه سيجارة تقليدية. فهي تصدر بخاراً يحتوي على النيكوتين.
- منتجات E-Vapor: تقوم على توفير سائل نيكوتين بنكهات مختلفة، وهي تتطوّر بشكل سريع جداً لمواكبة حاجة المدخّنين البالغين والحدّ من الاضرار الصحّية قدر الامكان، وذلك عبر تقنيات جديدة مثل تسخين السائل.
كل هذه المنتجات البديلة المذكورة سابقاً غير خالية من المخاطر، وتشكّل خياراً أفضل للمدخنين البالغين الذين لا يريدون الإقلاع عن التدخين، كما أنها معدّة لإستعمال المدخنين البالغين فقط.