إسرائيل تسرق تاريخ الأردن بـفيلم جابر
كشفت اللجنة الخاصة التي شكلتها نقابة الفنانين الأردنيين، لقراءة السيناريو الخاص بفيلم "جابر"، أن الفيلم المزمع تنفيذه في الأردن يمرر بطريقة ذكية ومباشرة فكرة أن الأردن جزء من "إسرائيل".
وكان فيلم "جابر" الذي تنتجه شركة أفلام أمريكية، أثار شكوكًا وجدلًا كبيرًا في الأردن بسبب انسحاب مجموعة من الفنانين الأردنيين من العمل، احتجاجًا على ما قالوا إنه مغالطات تاريخية، وتزوير للتاريخ في منطقة بلاد الشام، وتحديدًا البتراء وجنوب الأردن.
النقابة: الفيلم مخالف للتاريخ الديني للمنطقة
وأضافت النقابة في بيان لها، وصل "قدس برس"، أن الفيلم يخلص إلى أن الأردن جزء من الأرض المقدسة حسب ادعاءات الفكر الصهيوني.
وأفادت بأنه يطرح فكرة خطيرة؛ وهي أن المسيحية نشأت وبدأت من الأردن وليس فلسطين، "وهذه دعوة مخالفة للتاريخ الديني للمنطقة وتزوير لكل ما ورد في الكتب السماوية الثلاث وما توصل إليه علماء الآثار والتاريخ".
وأضافت: "الفيلم يؤكد أن منتجيه يسعون لاستعمال بعض الأردنيين كأبطال في العمل لتأكيد ما يسمى بوجود دلائل وآثار خاصة باليهود في الأردن، وتأكيد فكرة أن شرق الأردن هو جزء من إسرائيل".
انسحاب ممثلون أردنيون من الفيلم
وكان الممثل عليان، رئيس فرقة المسرح الحر، قد أعلن انسحابه من طاقم الفيلم ببيان على صفحته عبر الـ "فيسبوك"، تبعه انسحاب مجموعة كبيرة من الفنانين الأردنيين.
وصرّح الفنان الأردني، علي عليان، لـ "قدس برس"، بأن رفضه المشاركة في الفيلم "جاء بعد اكتشافه أن السيناريو يثبت حق اليهود بفلسطين، ويؤكد أن لهم الحق التاريخي في البتراء وجنوب الأردن بحوار صريح ومباشر".
وأضاف عليان، أن انسحابه جاء بعد قراءة النص والنقاش مع المخرج حول مضمون الفيلم، مشيرًا إلى أن الفيلم لم يصور بعد.
وأوضح أن عدم وجود رقابة على النصوص في الأردن، جعل منها هدفًا سهلًا للاختراقات من قبل الشركات الأمريكية والإسرائيلية، التي تريد تمرير أهدفها من خلال السينما.
وتابع: "منح تصاريح تصوير الأفلام في الأردن يتم اعتمادًا على مضمون القصة العام، دون الرجوع إلى تفاصيل النص".
ودعا عليان، هيئة الأفلام الملكية إلى ضرورة التنبه لمثل هذه الاختراقات، التي قد يتم استخدامها كوثيقة مرئية لتثبيت حق اليهود في المنطقة.
"إسرائيل" تُريد تزييف الحقائق
بدوره، طالب الكاتب الأردني، فهد الخيطان، هيئة الأفلام الملكية بتوخي الحذر في ترخيص الأعمال، خاصة المواضيع المتعلقة بالتاريخ القديم للحضارات.
وبيّن الخيطان أن "المحافل الإسرائيلية وعلى مر عقود الصراع العربي الإسرائيلي، تحاول جاهدة بناء سردية تاريخية للوجود اليهودي في فلسطين والأردن، والسطو على ما استقر من حقائق، وتزييفها لحساب الرواية الصهيونية".
وأشار الكاتب الأردني في مقال صحفي، إلى أن مناطق عديدة في الأردن، أبرزها البتراء، "مستهدفة في مخططات تزييف الوعي والتاريخ".
واستطرد: "لطالما حاولت إسرائيل على المستوى السياحي تسويق البتراء كجزء من أرضها المزعومة، وتنظيم زيارات للوفود السياحية للمنطقة في إطار برنامج يربط المدينة الوردية بمفهوم الصهيونية للأراضي المقدسة".
وطالب الخيطان، بتعديل قانون الهيئة الملكية للأفلام باعتبارها الجهة المعنية بمنح التصاريح، ليكون لها الحق في الاطلاع على قصص الأفلام المعنية حصرًا بالتاريخ الخاص بالأردن، وإعطاء الموافقة على النصوص.
مخرج الفيلم: القصة خيالية
ويسرد الفيلم، الذي يفترض أن يطرح في صالات السينما الأمريكية منتصف سبتمبر/ أيلول المقبل، قصة اكتشاف صبي بدوي نقوشًا قديمة بالعبرية أثناء جولته في وادي موسى بالبتراء.
ويستند نص الفيلم، بحسب البعض، على رواية للمؤرخة لويز ليغينز التي ترى أن النبي موسى أحضر اليهود من مصر إلى البتراء بدل جبل سيناء وأمضى معهم 40 عامًا قبل الانتقال لفلسطين.
ولكن مخرج الفيلم محي الدين قندور يقول إن القصة خيالية ولا تستند لرواية ليغينز.
ووصف قندور الضجة التي أثيرت حول الفيلم بـ "البلبلة الفيسبوكية". متابعًا: "حصلت استنادًا على أقاويل بعض المرشحين للأدوار الذين لم يتم الاتفاق معهم بسبب الأجر".
وبين في مؤتمر صحفي عقده الإثنين الماضي، أن "كثيرًا ممن هاجموا الفيلم لم يقرؤوا السيناريو".
وشدد على أن تصريحات أحد المرشحين لأحد الأدوار "فيها إساءة"، ومن الممكن أن أرفع دعوى قضائية ضده، لأنه لامس الخطوط الحمر".
واستدرك: "سبق أن كتبت سيناريو فيلم عن خالد مشعل، فهل من المعقول أن أتنكر لتاريخي وتاريخ أبي الذي قاتل في القدس؟".
وأوضح قندور أن الفنان علي عليان رشح من قبل طاقم الفيلم، ولم يكن يعرفه سابقا، وقابله مرتين، وأسند إليه دور عقيد في المخابرات، حيث قرأ النص، ومنحه الدور "لهيبته التي تتناسب مع الدور"