رخصة مهن للمنازل!
يمكن لأمانة عمان ومعها بلديات المملكة ادراج كل ممتهني الكتابة بأنواعها ضمن قائمة المهن المنزلية، وذلك طالما لا يكاد بيت واحد في البلد يخلو من الاجهزة الذكية التي تتم بواسطتها كتابة كافة انواع المراسلات والتنويعات الصحفية والشعر والنصوص الادبية بما في ذلك القصص والروايات اضافة للصور وتبادل كل ذلك وتناقله على اوسع نطاق ليس اردنيا وحسب وانما عالمي ايضا.
وعن التحرير الصحفي وكتابة الاخبار فإنها في واقع الحال جزء من الاعمال الصحفية التي تطول قائمتها، فالمحرر يمكن نقله الى وظيفة مندوب صحفي او مدير تحرير او رئيس قسم او حتى رئيسا للتحرير، وينطبق الحال على اي صحفي يعمل في اطار المؤسسات الصحفية على قاعدة القدرات والمواهب او الابداع في مجال اكثر من آخر، وهذه الايام يمكن القيام بكافة هذه الاعمال من المنزل فعلا بواسطة الاجهزة الذكية جدا بما في ذلك اعمال رئيس التحرير الذي يمكنه مراقبة الصحفات وتوجيه العمل واصدار الاوامر وكل ما يلزم.
غير ذلك، فإن اعمال الكتابة يمكن ممارستها من مكتب او من مقهى او حديقة وحيث يرتاح الشخص الذي يكتب وليس بالضرورة من المنزل ، كما ان الكاتب الصحفي اليوم الذي يكتب مقالا يوميا لا يزور الجريدة او المؤسسة الا في المناسبات اذ يرسل ما يكتبه الكترونيا، واكثر من ذلك فإن بعض الصحف السعودية يعمل الكثير من محرريها من غير السعوديين من بلدانهم ومن هؤلاء في مصر والاردن حيث ترسل الاخبار وتحرر عبر الاجهزة دون دواعي حضور مباشر.
العالم يرتقي ويتقدم دون هوادة ونحن هنا نصر على ابقاء القديم على قدمه او التراجع به اكثر، ثم كيف اقنعت امانة عمان نفسها بأن الصحافة مهنة منزلية يلزمها ترخيص، واذا كانت البيوت كلها هناك واحد فيها على الاقل يكتب ويراسل عبر مواقع التواصل او من يتطوع بنقل الخبر كما يحدث في برامج الاذاعات الصباحية فإن المطلوب حسب رؤية الامانة وفهمها رخصة مهن منزلية تعلق على ابواب البيوت اذ لا فرق هنا بين المتطوع وبين الذي يتقاضى أجرا.