لقاء - المسرح التوعوي ودوره في مكافحة التطرُّف - مع الفنانان حسن سبايلة ورانيا اسماعيل
المركب
د. ابو حمور:إنتاج خطاب ثقافي واعٍ يسعى لمواجهة التطرف والإرهاب وتعرية هذه الظاهرة الخطيرة وكشف مرجعياتها وأبعادها على المجتمع من خلال المسرح التوعوي
د. ابو حمور:المسرح التوعوي هو من أكثر الفنون ارتباطا بالواقع الاجتماعي والاقتصادي والظرف السياسي للمجتمع
عقد المنتدى لقاءً فكرياً حوارياً بعنوان: " المسرح التوعوي ودوره في مكافحة الإرهاب" شارك فيه النجمان؛ الفنان الأستاذ حسن سبايله، والفنانة السيدة رانيا إسماعيل. وقد أدار الحوار وشارك فيه أمين عام المنتدى د. محمد أبو حمور، الذي أكَّد أنَّ عقد هذا اللقاء الذي يُزاوج بين الفكر والفن، ويأتي في سياق انفتاح المنتدى على أشكال المعرفة الإنسانيَّة المتعدِّدة؛ إذ سبق للمنتدى أن عقد لقاءً فكرياً تناول فيه المسرح السياسي والكوميديا.
وأشار د. أبوحمور إلى أن هذا اللقاء النَّوعي يؤّكد الدّور الذي يلعبه المسرح في مواجهة العنف والإرهاب إذا ما أتيحت له ظروف إنتاجية مناسبة يتم الإعداد لها بشكل منظم عبر ورش تدريبية، وإمكانات مادية تقرّبه أكثر إلى الجمهور، وتعبِّد الطريق ليكون أكثر فاعلية في المجتمع، فضلاً عن اختيار نصوص بدلالات عميقة تحمل في طياتها دعوة للتسامح ونبذ العنف خاصة الأعمال الموجهة للشباب الذين يحتاجون إلى فضاء للتعبير عن أنفسهم، والمسرح أهل للقيام بهذا الدور... وكذلك إنتاج خطاب ثقافي واعٍ يسعى لمواجهة التطرف والإرهاب وتعرية هذه الظاهرة الخطيرة وكشف مرجعياتها وأبعادها على المجتمع، من منطلق أنَّ وصف هذا النوع من المسرح بانه مسرح الضمير تجاه ما يتأثر به الناس في حياتهم ووجدانهم من احداث سياسية واوضاع العامة، اضافة الى تعبيره عن وجهة النظر الشعبية تجاه الاحداث بالأسلوب الكوميدي الذي يعطي مساحة واسعة من التعبير ونقد الاوضاع والذات الاجتماعية احيانا، وابداء الرأي والواقعية الشديدة التي لا تتناقض بالتأكيد مع المظهر الكاريكاتوري للعرض المسرحي التوعوي.
وأشار د. أبوحمور في اللقاء الذي يأتي ضمن سلسلة لقاءات المنتدى، الى ان للمسرح التوعوي تاريخا طويلا في الثقافة العالمية، واصفا اياه بانه أقرب فنون التعبير التي رافقت حركات اجتماعية مؤثرة في اوروبا واميركا في العصر الحديث خاصة الحركات اليسارية.
وتحدَّث ضيفا اللقاء الفنانان حسن سبايله ورانيا إسماعيل عن بدايات المسرح الأردني، وعن شخصيتي "زعل وخضرة"، ودور هاتين الشخصيتين في التوعية والتثقيف المجتمعي، وتأثير مسرحهما في مكافحة الإرهاب والحد من التطرف. وأكّدا أن هذه المبادرة تعتبر من أهم مبادرات الوطن في توعية الأطفال والشباب وتوجيههم للحيلولة دون الوقوع في شبكات التطرف الفكري والانضمام للعصابات التكفيرية الإرهابيّة.
وأضافا أنَّ المسرح يعمل على إكساب الطلبة الكثير من أساليب السلوك والاتجاهات الإيجابية نحو الذات والمجتمع والأمة، وأنَّ الحاجة قد غدت ملحَّة الآن أكثر للاهتمام بالمسرح في المدارس والجامعات لخلق جيل يحمل أفكاراً تصالحيَّة مع الذات والآخر، تقوم على التعايش والسلم الاجتماعي، فنحن بحاجة إلى ربيع ثقافي في كل دولة عربية ينتج عنه مؤتمر ثقافي عربي يحمل خطاباً تنويرياً يعالج مشكلات الشباب ويمنع الأسباب التي تؤدي إلى التطرف، فالمعركة في العالم اليوم معركة ثقافية.