مهرجان جرش 39 يفتتح ليلة نقابة الفنانين الأردنيين بلحنٍ من توقيع زياد الرحباني   |   بمشاركة ٢٣ فنان افتتاح سمبوزيوم مهرجان جرش الدولي للفنون التشكيلية 《 ارسم وطنك الاردن 》   |   انطلاق دورة تدريبية في 《الكونكريت》 في مركز شابات المزار الشمالي   |   علي باشا الكايد في بانوراما رجالات جرش... سيرة قائد شكل ملامح مرحلة   |   فرقة 《 نادي الجيل 》 تقدم فلكلور وتراث الشركس على المسرح الجنوبي   |   جوزيف عطية .. جرش حلم وطموح لكل الفنانين   |   ملحم زين: الوقوف على مسرح جرش لحظة استثنائية لا تُنسى   |   شركة توزيع الكهرباء تستضيف ورشة عمل متخصصة حول العدادات الذكية   |   الأردن في طليعة سياحة المغامرة مع ماراثون الرمال 2025   |   إنطلاق فعاليات معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شباب وشابات سهل حوران   |   وزير الشباب يترأس جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي في الطفيلة   |   للمرة الثانية شركة 《نيشان للتوريدات البلاستيكية》 تشارك في معرض الصناعات البلاستيكية والبتروكيماوية .. صور وفيديو   |   وتتجدد اللقاءات وتزدهر اللحظات في جرش على مسرح المصلبة   |   زين سجدي قدمت مزيجا من الراب والجاز والموسيقى العربية وبيج سام يتألق   |   تقلا شمعون تُقارب بين دفء الخشبة وبرودة العدسة   |   شعراء الاتحاد يحتفون بعمان وفلسطين في أمسية جرشية   |   هناء حلمي صالح ناشخو ابزاخ .. في ذمة الله   |   منصة زين تحتضن شركة أفانسر Avancer AI ضمن برنامج زين المبادرة   |   《يوم خامس من الفرح في جرش: الناس والفن والحضارة في مشهد واحد》   |   انطلاق معسكر سواعد الإنقاذ في شابات ماركا    |  

جرش 39.. ثقافة الحياة في وجه الموت


جرش 39.. ثقافة الحياة في وجه الموت

جرش 39.. ثقافة الحياة في وجه الموت

 

كرم الإخبارية - خاص - وسام نصر الله

 

مع تصاعد الأزمات السياسية والإنسانية في الإقليم، وفي ظل واقع عربي مثقل بالمآسي، يصر مهرجان جرش للثقافة والفنون على أن يواصل إشعال شمعة جديدة في درب الحياة، حيث تنطلق مساء الأربعاء المقبل فعاليات دورته التاسعة والثلاثين، وسط ظروف إقليمية استثنائية، تفرضها آلة القتل والحصار الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الشهداء، وعمقت من جراح الشعب الفلسطيني.

 

ورغم هذا الواقع الدموي القاسي، تواصل إدارة المهرجان للعام الثاني على التوالي تحدي المأساة بالأمل، إذ حافظت على برنامج ثقافي وفني ملتزم، يستنطق هموم الناس، ويرفع صوت الوجع العربي، دون أن يسقط في فخ الترف أو الابتذال.

 

وتحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، تؤكد الدورة الحالية أن جرش ليست مجرد مهرجان، بل رسالة حضارية، وأن الثقافة الأردنية قادرة على تجديد ذاتها رغم المحن، والانتصار لقيم الجمال والمعنى.

 

ما يميز هذه الدورة من مهرجان جرش ليس فقط حجم المشاركات أو أسماء الفنانين، بل الرسالة التي يحملها المهرجان هذا العام، وهي أن الثقافة مقاومة، وأن الصوت الذي يخرج من مدينة جرش الأثرية، لا بد أن يصل صداه إلى أحياء غزة الجريحة، وإلى كل من لا يزال يؤمن بأن الفن الحقيقي يملك القدرة على التضميد لا التزييف.

 

وقد حرصت إدارة المهرجان، على أن تتضمن الفعاليات أمسيات شعرية، وعروضا مسرحية، ومعارض تراثية، وغنائية، تستلهم الروح الوطنية والهوية الثقافية للمنطقة، وتؤكد أن الأردن، الأقرب إلى فلسطين جغرافيا ووجدانيًا، لا يزال وفيا لرسالته القومية والإنسانية.

 

إن إقامة مهرجان ثقافي بحجم "جرش" في هذا الوقت بالذات، هو فعل مقاومة بامتياز، لا يقل أهمية عن أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن. فالثقافة هنا لا تقفز فوق الجراح، بل تتقاطع معها وتصر على رواية الحقيقة من زوايا الفن والشعر والموسيقى.

 

وفي الوقت الذي يصمت فيه العالم أو يتواطأ، تبقى المهرجانات الثقافية مثل "جرش" مساحات نادرة للنبل الإنساني، وللإيمان بأن الحضارة لا تنكسر تحت القنابل، بل تعاندها بالغناء والقصيدة والمسرح، مجسدة بحق شعار المهرجان: "هنا الأردن.. ومجده مستمر".