عبد الهادي: القيادات الفلسطينية المتحالفة مع النظام في سوريا غادرت فور سقوطه
خلال استضافته في المنتدى الإعلامي لمركز حماية وحرية الصحفيين
بعد عودته من سوريا.. عبد الهادي يروي مشاهداته
عبد الهادي: القيادات الفلسطينية المتحالفة مع النظام في سوريا غادرت فور سقوطه
السوريون يعتبرون أن التخلص من النظام السابق كان إنجازاً كبيراً
شخصية الشرع معقدة
القيادة السورية الجديدة تبحث عن نموذج مختلف عن الأنظمة الغربية
البراري : دول إقليمية ودولية ستؤثر على مستقبل سوريا
الشرع لن ينجح في إدارة المرحلة الانتقالية إلا بدعم من الأردن ومساعدته في الإعمار
الأنظمة الإسلامية التي وصلت عبر الديمقراطية فشلت في الاستمرار بالحكم
استقرار سوريا يحتاج إلى توافق وطني
أكد الإعلامي في قناة الجزيرة ماجد عبد الهادي أن القيادات الفلسطينية المتحالفة مع النظام السوري السابق غادرت البلاد فور سقوطه.
وخلال المنتدى الإعلامي الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين، واستضاف الإعلامي في قناة الجزيرة، ماجد عبد الهادي، وقدم فيه مداخلة رئيسية الدكتور حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية، وأدار الحوار فيه الزميل نضال منصور، مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين، أوضح عبد الهادي أن حركة حماس لم يعد لها أي وجود فعلي في سوريا، مشيراً إلى أن المصالحة التي تمت بين الحركة والنظام قبل سنوات لم تكن مكتملة.
وقال الإعلامي عبد الهادي إن القيادة السورية الجديدة تبحث عن نموذج مختلف عن الأنظمة الغربية، لافتاً إلى أنها تنظر للنموذج التركي كنموذج يُحتمل الاقتداء به.
وعلق البراري بمداخلة رئيسية في المنتدى أن ما يحدث في سوريا يعكس تغيرا جوسياسيا كبيرا، وأن هناك عدة سيناريوهات محتملة في سوريا مستقبلاً، مؤكداً أن الشرع سيختار الأنسب منها.
وأشار البراري إلى أن عدة دول إقليمية ودولية ستؤثر على مستقبل سوريا، مبينا أن السعودية وتركيا ستلعبان أدواراً كبيرة بالتوازي مع الولايات المتحدة الأمريكية، منوها إلى أن إيران، وروسيا، ومحور المقاومة هم أبرز الخاسرين في هذه المرحلة.
وقال عبد الهادي إن غالبية السوريين يعتبرون أن التخلص من النظام السابق كان إنجازاً كبيراً، رغم غموض المستقبل وما قد تحمله الأيام القادمة لسوريا.
ووصف عبد الهادي القائد لهيئة تحرير الشام أحمد الشرع الملقب بالجولاني بأنه شخصية "معقدة"، مشيراً إلى أنه يجيب فقط بخطوط عريضة دون الخوض في التفاصيل المتعلقة بالدستور والقوانين الأخرى، متوقعا إمكانية أن يكون الشرع نواة لياسر عرفات في سوريا.
وأضاف عبد الهادي أن الشرع لم يتطرق مطلقاً للحديث عن الخلفية الإسلامية السلفية لتنظيمه، مؤكداً فقط على ضرورة مشاركة كافة الأطراف في المرحلة الانتقالية لسوريا، من خلال الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني يضم شخصيات من مختلف الأطياف السورية بصفتهم الشخصية، ومبينا أن الشرع يحتاح إلى التوصل لإتفاق مع ثلاث قوى رئيسية لتحقيق وحدة سوريا، وهي قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، القوى المسلحة في درعا، وفلول النظام السابق في الساحل.
فيما أكد الدكتور حسن البراري، أن أحمد الشرع ليس هو الشخص الذي سيحدد شكل سوريا في المستقبل، موضحاً أن التحدي الأكبر في المرحلة الانتقالية هو كيفية إدارة البلاد بشكل موحد، بغض النظر عن الخلفية السياسية لجماعته.
ورد عبد الهادي على الاتهامات التي وجهت لقناة الجزيرة بشأن تضخيم الأحداث في سوريا، مؤكداً أن ما تم عرضه لا يمثل سوى ربع الحقيقة من المشاهد التي تم توثيقها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن النظام السوري السابق تعمد إظهار حجم البطش لإرهاب الشعب، ونشر الخوف بين المواطنين.
وسلط عبد الهادي الضوء على زيارته لأحد السجون السورية تحديداً "فرع فلسطين"، واصفاً الظروف الصحية والمعيشية فيها بأنها كانت قاسية للغاية، ومن المستحيل لأي إنسان أن يتحمل البقاء في هذه الزنازين لفترة طويلة بسبب التعذيب المستمر والأوضاع المزرية التي كان يواجهها المعتقلون.
وعن الموقف الأردني، أكد البراري ضرورة التعامل بشكل براغماتي في المرحلة المقبلة، سواء بقي الشرع قائداً أو جاء غيره، مشيراً إلى أن الشرع لن ينجح في إدارة المرحلة الانتقالية إلا بدعم من الأردن، ومساعدته في الإعمار.
وبيّن عبد الهادي أن الجيش السوري تفكك مباشرة بعد سقوط النظام، حيث سلم العديد من الجنود أسلحتهم، أو اختفوا، بينما غادر البعض إلى لبنان أو تركيا ، أو روسيا.
وقال البراري إن الثورة في سوريا تمر في ثلاث مراحل الآن: الأولى سقوط النظام، الثانية المرحلة الانتقالية، الثالثة مرحلة الاستقرار، مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية قد تؤدي لاستبدال مستبد بآخر وهنا يعتبر إنقلاب.
واختتم البراري حديثه بالإشارة إلى أن التخوف في سوريا ليس من وجود تيار إسلامي، بل من ظهور تيار مستبد سواء إسلامياً أو غير إسلامي، مشدداً على رفض الشرع لمبدأ المحاصصة، وسعيه للوصول إلى نموذج ديمقراطي لإدارة المرحلة القادمة، محذرا من أن الأنظمة الإسلامية التي وصلت عبر الديمقراطية فشلت في الاستمرار بالحكم.