اتحاد الكتاب ينتدي حول التراث الأردني الفلسطيني المشترك ضمن  فعاليات جرش الثقافية   |   فرقة الفنون الادائية السعودية تشارك في ليالي جرش ال38   |   آل ابو دية /ابو ارشيد والرواس نسايب   |   مارسيل خليفة يحيي حفلاً حاشداً ويحلق من حضن جرش الى قلب غزه   |   جناح السفارات.. خطاب الاردن الدبلوماسي    |   فارس سعيـد رئيساً لمجلــس الاستثمار في الشبكة العربية للإبـداع والابتكــار   |   أمسية مميزة بصوت هبة طوجي والموسيقار أسامة الرحباني على الساحة الرئيسية في جرش   |   جوقة سراج والفرقة الجورجية يبهران جمهور جرش في الساحة الرئيسية   |   مهرجان جرش يفتتح برنامجه الثقافي باستعادة إرث محمود درويش   |   ( 339 ) ألف متقاعد ضمان تراكمياً.!   |   إتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين يفتتح برنامجه الثقافي بمهرجان جرش 《38》   |   الرباط.. أطفال من القدس يشاركون في الدورة ال 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام   |   النجار تشيد بمشاركة سفارات الدول العربية في مهرجان جرش    |   مهرجان جرش ينظم ندوة حول وحدة التراث الأردني والفلسطيني بالتعاون مع اتحاد الكتاب الأردنيين   |   ولي العهد يحاور مجموعة من الشباب في محافظة الزرقاء   |   وزيرة الثقافة تنعى الفنان والموسيقار روحي شاهين   |   زين تواصل دعمها للسياحة والمجتمع المحلي عبر سوق جارا   |   النجار تؤكد عمق العلاقات الثقافية مع الكويت   |   العمل الفلسطيني الموحّد: هل من أمل؟   |   ديانا كرزون في افتتاح 《جرش 2024》.. 《موناليزا》 تخطف الأضواء   |  

أحياء غزة يتنفسون من بين الأموات... وقصص لا يتحملها العقل


أحياء غزة يتنفسون من بين الأموات... وقصص لا يتحملها العقل

بات سكان غزة الأحياء من الحرب الإسرائيلية المدمرة والدامية حتى هذه اللحظة، يتنفسون من بين الأموات والدمار والخراب الذي سبّبته آلة الحرب الإسرائيلية، وطال كل أحياء وشوارع قطاع غزة من شماله لجنوبه.

 

 

 

فلم يعد هناك حي في القطاع، إلا وسقط منه ضحايا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية الدامية، منهم من انتُشل وشُيّع في جنازات صغيرة إلى المقابر، ومنهم من لا يزال يقطن بجوار الأحياء، لكن تحت الركام، في ظل المصاعب الكبيرة التي تواجه طواقم الإنقاذ في انتشال جثثهم، بعد أن انهارت عليهم طبقات المنازل الإسمنتية.

 

 

 

وفي كثير من مناطق القطاع يستذكر الأهالي ذويهم ممن قضوا وبقوا تحت الركام، كما يستذكرهم الجيران والأصدقاء، كلما مرّوا من أمام مناطق القصف.

 

 

 

وتؤثر هذه الحالات كثيراً على الأحياء والناجين، الذين يتحسّرون كثيراً على فراقهم، وعلى عدم قدرتهم على الوصول إلى جثامينهم لموارتهم الثرى.

 

وفي أحد أحياء مخيم البريج وسط القطاع، الذي تعرّضَ لاستهداف وتدمير، قبل أيام، وأدى إلى استشهاد أكثر من 40 مواطناً، يقول أحد السكان، إن هذا المكان، وكان يشير إلى منطقة القصف، لا يزال تحت ركامه عدد من أصدقائه وجيرانه، ويقول الشاب محمد سالم، إنه حزن كثيراً حين وقع القصف وأدى إلى مجزرة كبيرة، لكنه يشير إلى أن الحزن يزداد يومياً وهو يمر بجوار المكان، حيث لم تستطع طواقم الإنقاذ والجيران انتشال الجثامين.

 

 

 

ويقول: "نحن نعيش بين الأموات، هم عرفوا مصيرهم، ونحن لا زلنا ننتظر”، ويضيف: "لا نعرف عن الحاضر شيئاً، هل سننجو أم سيكون مصيرنا مثل من سبقونا”.

 

 

 

ولعدم امتلاك طواقم الإنقاذ المعدات اللازمة لانتشال الجثامين، ولقلة عدد العاملين مقارنة بكم الدمار الكبير، وكذلك بسبب ملاحقة هذه الطواقم من قبل قوات الاحتلال، بالقصف والتدمير والمنع من العمل، لا تستطيع هذه الطواقم القيام بعملها بشكل كامل، وإخراج جثث الضحايا.

 

 

وتتركّز بالأساس، في هذا الوقت، مهام فرق الإنقاذ، على العمل لإخراج مصابين من تحت الركام، وترك من تيقن موتهم إلى حين آخر، تستطيع فيه الوصول إليهم، خاصة أن البحث عنهم يحتاج إلى مجهود ووقت كبير، تدخره هذه الطواقم لأعمال أخرى.

 

 

 

أحد قادة فرق الطوارئ الذي وصلوا لإنجاز مهمة إنقاذ بعد استهداف إسرائيلي دمر عدة منازل في وسط القطاع، أشار إلى أنهم يتلقون إشارات نجدة في كثير من الأوقات، وهم في منتصف عملهم، لافتاً إلى أن ذلك يدفعهم إلى تقسيم فريق العمل إلى عدة أقسام، على أمل إنقاذ المصابين.

 

 

 

وكثير من العوائل التي فقدت أقارب لها في غارات، ولا زالوا تحت ركام القصف، يقدمون يومياً إلى تلك الأماكن، ويحاولون بطرق بدائية الوصول إليهم، على أمل انتشال جثامينهم ودفنها.

 

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي، فإن عدد إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بلغ أكثر من 1,340 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين أكثر من 6,500 مفقودٍ إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات يمنع الاحتلال أحداً من الوصول إليهم، بينهم أكثر من 4,400 طفلٍ وامرأة.

 

 

 

وقد بلغ عدد الشهداء أكثر من 13,300 شهيد، بينهم أكثر من 5,600 طفل، و3,550 امرأة، فيما بلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 201 من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما استشهد 22 من طواقم الدفاع المدني، وكذلك استشهد 60 صحفياً، فيما زاد عدد الإصابات عن 31,000 إصابة، أكثر من 75% منهم من الأطفال والنساء.

 

 

 

ومن بين الأوضاع الحياتية الجديدة، التي اضُطر سكان غزة للتأقلم عليها، العيش وفق الأساليب التي كان عليها الآباء والأجداد، قبل أكثر من 50 عاماً مضت، خلال تجهيز الطعام والخبز، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء منذ أكثر من 40 يوماً، ونفاد كميات غاز الطهي.

 

 

وبات الجميع في غزة يمضون وقتاً في جمع الأخشاب أو الكرتون، لاستخدامها في عملية إشعال النار من أجل تجهيز الطعام، واستمرار الحياة بالحد الأدنى.

 

 

 

لكن أكثر ما يكون لافتاً في هذه العملية لجوء الكثير من المواطنين إلى المنازل المستهدفة بالقصف، على أمل الحصول على الأخشاب التي بالأصل تكون بقايا النوافذ والأبواب.

 

وفي هذه الأوقات ترى رجالاً ونساء وأطفالاً يجمعون الحطام، ويعودون به إلى منازلهم لتخزينها واستخدامها لإشعال المواقد عند الحاجة