جابر و (الهايبر مودل)، ودخول قادة الأجهزة الأمنية على خط ثغرة وزير النقل

بقلم : نضال ابوزيد
في ظل تدحرج ارقام الإصابات المحلية لترتفع فوق المعدل الطبيعي، طالعنا وزير الصحة سعد جابر على شاشة التلفزيون الاردني بمصطلح افتراضي لنموذج جديد حمل اسم " الهايبر مودل" والذي شرحه جابر باعتبار انه نموذج أردني يعتمد على حجر البؤرة المصابه دون اللجوء إلى الإغلاق الكلي او بشكل أدق الحظر الشامل، خرج جابر بهذا المصطلح عن البرتوكول العالمي الأمر الذي حاول من خلاله مستندا إلى اصرار وزير المالية العسعس الرجل العملي ديناميكيا، عدم الجنوح إلى خيار الحظر الشامل بسبب الكلف الماليه العاليه التي قد يتحملها الوضع الاقتصادي. وهنا يبدو أن حالة التوازن التي تم اللجوء إليها بعد إيجاز جابر والعضايلة والذي ترقبه الشارع بشغف، قد أعطت نوع من المرونه يمكن من خلالها الموازنه بين المطلوب والمفروض، حيث المطلوب المحافظة على المؤشرات الاقتصادية وديمومة عمل القطاع التجاري، والمفروض اتخاذ إجراءات عمليه لضبط الحالة الوبائية في أدنى عدد ممكن من الإصابات، وهنا يبدو أن اصرار العسعس قد أتى أُكله، وهي نقطة اضافيه من المبكر ان تسجل لحكومة الرزاز قبل أن يَحسم المشهد كشف الخسائر والأرباح من نموذج ( الهايبر مودل)، ليبقى السؤال الملفت هل ينسجم نموذج جابر ( الهايبر مودل) مع قراءات لجنة الاوبئة التي غابت جزئيا عن المشهد خلال الفترة الأخيرة و أفل نجم الناطق الاعلامي باسمها الدكتور نذير عبيدات لحساب ظهور ملفت لاعضاء في اللجنة مثل بسام حجازي والدكتور عدنان اسحاق لم يكونوا في رتابة المشهد سابقا، تزاحم يبدو أن له مايبرره في وقت لم تشهد الشاشات والمايكريفونات سابقا سوا ظهور الناطق الاعلامي باسم لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات. بالتزامن مع فقاعة (الهايبر مودل) التي أطلقها سعد جابر، ثمة انتقاد واضح ومباشر على مواقع التواصل الاجتماعي لا زال يوجه بشراسه لوزير النقل خالد سيف المتهم الاول بالثغرة الحدودية التي أدت إلى الكم الهائل من الاصابات نتيجة عدم متابعته للملف الأثقل والأهم وهو حركة النقل على المعابر الحدودية، الأمر الذي دفع بقيادات الاجهزة الامنية كافة للتحرك وسط اختلالات إدارية وبيروقراطية في المعبرين الرئيسين جابر والعمري وغياب كلي أيضا لحضور او مرافقة من وزير النقل، سبقها زيارة رئيس الوزراء الرزاز الى معبر العمري وبغياب ملفت أيضا لوزير النقل خالد سيف، فأصبح الشارع على يقين ان الثقل والزخم الذي نزل به قادة الأجهزة الأمنية كفيل بحل المشكلة في ثغرة المعابر من جذورها، و مجددا إسناد قرارات الحكومة وتدعيم مصطلح ( الهايبر مودل)، ليبرز هنا تساؤل أعمق من سابقه، هل يُرمى الحمل البيروقراطي لبعض الوزراء، على اجهزة أمنية لديها خططها وبرامجها وغير متفرغه لتسير عمل وزارة تعتبر وزارة ميدانيه و من أثقل الوزارات بشريا واداريا. بين بروز مشهد الحضور الأمني مجددا ومصطلح جابر يبدو أن الإسناد الأمني قد أعطى الزخم مرة أخرى لحكومة الرزاز لتحقق نقطة إضافة، ليتضح للمراقبين في كافة المستويات العمودية من النخب والسياسين والافقية التي يمثلها الشارع انه لولا دعم القوات المسلحة والأجهزة الامنيه في كلتا الموجتين الأولى والثاني من كورونا، ما قُدر لفريق الاشتباك الذي يدير الازمة بأن ينجح، لأن الجميع اصبح يدرك ان الارتكان على بعض الوزراء الهوة الذين اساؤو التجريب في ادارة المشهد او جزء منه او مايوكل اليهم من واجبات، قد اوصل الحالة إلى تشبيهها "بالتي نقضت غزلها من بعد قوة".